مقتطفات | من آداب المعلم مع تلاميذه (2) | الشيخ إسماعيل المجذوب

 

من آداب المعلم مع تلاميذه (2):

  • 1- إذا وقعت مسألة غريبة أو فائدة أو مسألة مما قد تخفى على بعض طلاب العلم ينبغي للمعلم أن يوضحها ويبيّنها لهم.

 

  • 2- أن يختبر معلومات الطلاب، ويسألهم عن بعض ما ذَكَرَهُ لهم في الماضي. فمن وجدهُ حافظاً وفاهِماً شجّعه وأثنى عليه، ومن وجده مقصراً حرّكه بطريقةٍ مناسبةٍ لدفعه إلى العناية بالعلم.

 

  • 3- أن يُنْصِفَ المتعلمين ويعترف بفائدةٍ يقولها بعضُهم ولو كان صغيراً.

 

  • 4- أن يتجنّب الألفاظ غير الحسنة، أو التي يُستَحْيَا من ذِكرِها أن يذكرها بالكناية (نتعلم هذا من القرآن والسنة)، إلاّ في بعض الحالات إذا اقتضت المصلحة أن يعبّر عن هذا بلفظه الصريح وليس بالكناية، فعند الحاجة إلى البيان الواضح يتكلّم بوضوح.

 

  • 5- أن يُحسِنَ خُلُقَهُ مع جُلَسائه، ويوقّر صاحب العلم والصلاح منهم، ويتلطّف بالباقين، ويرفع مجلس الفضلاء، ويقوم للقادم إذا كان العرف يقتضي للقيام للقادم احتراماً.

وعندما ذكر النووي هذا الخُلُق (القيام لإكرام القادم) قال: “قد ينكر القيام من لا تحقيق عنده، وقد جمعت جزءاً فيه (الترخيص في القيام، وفيه دلائله، والجواب عمّا يُوهم أنه مكروه)”.

 

  • 6- إذا سُئل عن شيءٍ لا يعرفه “أن يقول لا أعرف.. لا أدري..” قال: فمن عَلِمَ العالمُ أن يقول فيما لا يعلم أن يقول لا أعلم.

روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «من عَلِمَ شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم، فإنَّ اللَّهَ ﴿قُلْ ما أسْأَلُكُمْ عليه مِن أجْرٍ وما أنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ».

وروى البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: كنا عند عمر رضي الله عنه فقال: «نُهِينا عن التّكلّف» 

فمن التكلف إذا كان لا يعرف شيئاً أن يحاول أن يجيب..

ولذلك العلماء قالوا: ينبغي للعالم أن يورّث أصحابَه – تلاميذَه – لا أدري، وإنما يمتنع من هذه العبارة من قلّ علمُه، وقَصُرت معرفتُه، وضعف تقواه؛ لأنه قد يظنّ أنه تزول منزلته من أعين الحاضرين، وهذا جهالة.

وفي الصحيح عن رسول الله في البخاري ومسلم «المُتشبّع بما لم يُعطَ كلابسِ ثوَبْي زورٍ» أي جلس في مجلس ويوهم الناس أنه عنده علم فهذا هو المتشبع بما لم يعطَ.

 

  • 7- ألاّ يتأذى ممن يدِرُسُ عنده، أو يقرأُ عليه إذا قرأَ على غيره.
    قال النووي “وهذه مصيبةٌ يُبتلى بها جَهَلَةُ المعلمين لغباوتهم ولفساد نيّتهم، وهو من الدلائل على عدم إرادتهم بالتعليم وجه الله تعالى”. هذا إذا كان المعلم الآخر أهلاً، أما إن كان فاسقاً أو مبتدعاً أو كثير الغلط فلا خرج من تحذير الناس من الاغترار به.