مقتطفات | ما معاني (لعلَّ و عسى) في كلام الله تعالى | د. أحمد الفاضل

بسم الله الرحمن الرحيم

  • (لعلّ): في الأصل للترجي، ترجي حصول المحبوب أو المرغوب، ومثلها (عسى) إذا نُسبت إلى الله سبحانه وتعالى، فعسى أصلاً للترجي.

قال سيباويه: عسى ولعلّ في كلام الله عزوجل للتحقيق، لوقوع الأمر – لتحقق الأمر – لأن الكريم سبحانه وتعالى لا يُطْمِعُ عباده إلا فيما يفعل (إلا ما يصدق فيه سبحانه).

أو نقول (لعلكم تتقون): [لعل] هنا للتعليل [لتتقوا].

  • إذن عندنا هنا وجهان:
  • الوجه الأول:  للتحقيق إذا ما نُسِبت إلى الله في كلام الله عزوجل.
  • الوجه الثاني: للتعليل [لتتقوا]

وهناك وجه آخر: للترجي من قِبَل المخلوق لا الخالق، يعني: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[البقرة، 21]، يعني اعبدوه ووحّدوه وأنتم ترجون التقوى، إذن الرجاء من المخلوق لا من الخالق. هذا تأويل ثالث.

لذلك: ﴿يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ [البقرة، 183]، يعني كأنه يقول: صوموا هذه الأيام المفروصة عليكم كما فرضت على الأمم السابقة وأنتم ترجون من صيامكم أن تتقوا أن تصلوا إلى التقوى، فالرجاء من المخلوق. هذا وجه ثالث..