مقتطفات| مابعد تحقق العقيدة- اعتزال الخلق| د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام السنوسي رحمه الله:

(ثم اعتزل الخلق طرّاً، طاوياً عنهم شرّه، إلى أن ينتقل قريباً بالموت عن فساد هذه الدار، فهنيئاً له بما يرى إثر الموت من نعيم وسرور لا يُكيّف ولا يدخل تحت ميزان الأنظار.. لقد صبر قليلاً ففاز كثيراً، فسبحان من يخُصّ بفضله من يشاء من عباده، ويقرب من يشاء، ويبعد من يشاء بمحض الاختيار)..

 

  • ثم اعتزل الخلق طرّاً، طاوياً عنهم شرّه، إلى أن ينتقل قريباً بالموت عن فساد هذه الدار:

رضي الله عن هذا الإمام ما أجمله، يقول:

أولاً حقق العقيدة، استمتع بها، عش بها، فإذا حصلت على هذا الأمر، فستجد لذةً لهذا الدين. إذا وصلت إلى هذه المرحلة (اعتزل الخلق)، والمقصود باعتزال الخلق في القلب لا في رؤيتهم (أن يكون القلب في عزلة، لن ينشغل بما ينشغل به الخلق).

ثانياً كفّ أذاك عن الناس، (عبادة جميلة جداً ومن أعظم العبادات):

من ليس عنده الهِمّة والطاقة لقيام الليل، وصيام الإثنين والخميس، وكثرة النوافل، فكفّ الأذى عبادة متاحة يغفل عنها كثير من الناس..

يقول هنا الإمام: إذا حققت عقيدتك، ثم حصلت من الفروع ما كان فرضاً عينياً، ثم كففت أذاك عن الناس، بعد ذلك تكون قد وصلت لمرتبة عالية جداً في الإيمان.

  • فهنيئاً له بما يرى إثر الموت من نعيم وسرور لا يُكيّف:

الكيف يكون بمثال سابق – الكيف هو الهيئة، الشكل، الحال – وهذا الكيف لا يدرك إلا بالنظر إلى شيء سابق. ولذلك نقول أن الله سبحانه وتعالى منزّه عن الكيف، لأنه لا يوجد له مثيل، فكيف يكون له كيفٌ أصلاً!!

يقول الإمام إذا فعلاً حصلت على هذا إن شاء الله في ساعة الأجل سترى نعيماً لا يكيّف، ليس له مثيل في هذه الدنيا المليئة بالمفاسد.

ثم يقول:

  • ولا يدخل تحت ميزان الأنظار: لأنه لم يدرك في هذه الدنيا.
  • لقد صبر قليلاً ففاز كثيراً: كلما تعبت من هذه الدنيا تذكر هذه الجملة.. نسأل الله ألا يحرمنا من ذلك..
  • فسبحان من يخُصّ بفضله من يشاء من عباده، ويقرب من يشاء، ويبعد من يشاء بمحض الاختيار..