مقتطفات | لماذا قدّم النفي على الإثبات في قوله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌۚ وَهُوَ السَّم۪يعُ الْبَص۪يرُ﴾ | د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

        • ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى، 11].

– أيهما أشرف الإثبات أم النفي؟ الإثبات

– ألم يكن أولى أن يقال: (السميع البصير ليس كمثله شيء) لأن الإثبات أشرف من النفي؟ فكان الأولى ذكر المثبت أولاً وهو (السمع والبصر) ثم إردافه بالمنفي وهو (ليس كمثله شيء)؟

لكن تصوّروا لو بُدئت الآية (السميع البصير ليس كمثله شيء) سيؤدي إلى سَبْق المماثلة في الذّهن؛ لأنك تدرك أنّ لنا سمعاً ولنا بصراً، فعندما تسمع (السميع البصير) أول ما ينصرف ذهنك إلى سمعك وبصرك، فقد تعتقد المماثلة بينك وبين الله سبحانه وتعالى، لكن عندما يُبدأ بالسّلب (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) إذن ستفهم أنّ سمعه وبصره ليس كسمعك وبصرك.

ولذلك بدأت بالسّلب قبل الإثبات والله أعلم.