مقتطفات | حال المنافقين في كتاب الله عزوجل | د. أحمد الفاضل

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ﴾ [البقرة، 17].

  • فلما أضاءت: أنارت.
  • ما حوله: فأبصر واستدفأ وأمن ممن يخافه.
  • ذهب الله بنورهم: أطفأه. وجُمِعَ الضمير مراعاة لمعنى (الذي). قال بنورهم ما قال بنوره، لأن الذي يمكن أن يراد منه من حيث اللفظ (مفرد) ويمكن أن يلتفت إلى معناه فهو (جمع).
  • وتركهم في ظلمات: لا يبصرون ما حولهم متحيرين عن الطريق خائفين فكذلك هؤلاء – المنافقون – أمنوا بإظهار كلمة الإيمان – كما اطمأن صاحب النار الموقدة إلى ناره واستدفأ بها – فإذا ماتوا جاءهم الخوف والعذاب – كصاحب النار فرح بها ثم انطفأت هذه النار فوقع في الظلام الدامس.

﴿صم بكم عمي فهم لا يرجعون﴾ [البقرة، 18].

  • هم صم: هم مبتدأ مقدّر، صم: خبر.. هم صمٌّ عن الحق فلا يسمعونه سماع قبول، المقصود عدم سماع الحق، ليسوا صماً في الواقع عن الحقيقة، يقول الزمخشري: كأنما إيفت مشاعرهم – أصيبت بآفة (مرض) – كأنما، لكن في الواقع هم ليسوا كذلك.
  • بكم: خرس عن الخير فلا يقولونه، لا ينطقون بالحق.
  • عمي: عن طريق الهدى فلا يرونه فهم لا يرجعون عن الضلالة.

لما كانوا كذلك لم يسمعوا سماع قبول، ولم ينطقوا بالحق، ولم يروا الدلائل المنصوبة على ذلك، فالنتيحة هم لا يرجعون عن الضلالة، (فالضلالة) متعلق بفعل (يرجعون).