مقتطفات | تفسير قوله تعالى ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ | د. أحمد الفاضل

بسم الله الرحمن الرحيم
 قال الله عزوجل: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [البقرة، 15].
  • اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ: يجازيهم باستهزائهم، فسر الاستهزاء المنسوب إلى الله عزوجل بالجزاء، إذن هذا يسمى (المُشَاكلة)، وهو كثير في كتاب الله عزوجل مثلاً: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة، 67].

والمشاكلة هي فن من فنون البلاغة من قسم البديع من المحسنات المعنوية

عندما نقول (معنوية) لا يعني نفي (اللفظية) لكن يغلب عليها التحسين المعنوي، واللفظية كذلك يغلب عليها التحسين اللفظي لكن لا تنفك عن المعنى، وهذه لا تنفك عن اللفظ.

  • وَيَمُدُّهُمْ: يمهلهم.
  • فِي طُغْيَانِهِمْ: تجاوزهم الحد بالكفر، أصل الطغيان لتجاوز الحد، ومنه طغى الماء: يعني تجاوز الحد، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾ [الحاقة، 11].
  • يَعْمَهُونَ: يترددون تحيراً حال، العمه: عمى القلب، والعمى: عمى البصر. إذن هنا المقصود من قوله يعمهون: (عمى القلب).