مقتطفات | تذكرة في زمن البلاء | الشيخ إسماعيل المجذوب



    • وأبدأ هذا اللقاء معكم طلاب العلم مذكّراً لنفسي ومذكراً لإخواني بجانبٍ عظيمٍ من جوانب الإيمان الذي نحن فيه على بصيرة بضياء القرآن الكريم وهدي النبي ، هذا الجانب الإيماني نعرف فيه أن الله هو مالك الملك، وكل شيء في هذا الوجود بيده وبتصرُّفه من الذرّات إلى المجرّات ،وبيده كلّ الأمور، فهو الذي بيده الشفاء والمرض، وهو الذي بيده الإعزاز والإذلال ﴿تُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران، 26]، وجنود الله لا يعلمها على الحقيقة إلا هو، وما يجري في هذا الزمان من الوباء هو في قبضة الله يفعل به ما يشاء، وأمر المؤمن كله خير، كما قال «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ» [رواه مسلم].

ونحن على يقين بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ومع هذا فإنّ من هدي رسول الله ﷺ: التوجيه بالأخذ بالأسباب والابتعاد عن أسباب المرض، والعلاج من الأمراض.

نسأل الله أن يوفقنا بالعمل بشريعته، ومن شريعته الأخذ بالأسباب ومراعاة الأشياء العلمية التي تسلّم الإنسان من المرض وتبعده عنه.

  • هذا ورجاؤنا من مالك المُلك أن يجعل ما يجري في هذه الأرض على المؤمنين خيراً، وأن يزيل الآلام والأسقام والأوبئة عن المسلمين وعن العالم كله، وأن يهيئ الله أسباب هداية البشرية لرسالته العظمى التي أرسل بها نبيه محمد ﷺ. وعسى أن يكون هذا الوباء الذي يعمّ مشارق الأرض ومغاربها مذكّراً للغافلين عن الله لعلّهم يرجعون إلى لله.

اللهم إنا نسألك العافية والمعافاة في الدنيا والاخرة.. ومع الأخذ بالأسباب نلتجأ إلى الله أن يقينا السّوء.

  • وأختم هذه التّذكرة بحديث رسول الله الذي أخرجه أبو داود في سننه، عن أَبَان بن عثمان عن عثمان رضي الله عنه عن النبي قال: «مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ»

اللهم يا أرحم الراحمين تولّنا فيمن تولّيت، واجعلنا مسلمين مؤمنين كما ترضى.