مقتطفات | الفرق بين التصور بقيد (لا) والتصور لا (بقيد) | د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

  • التصور منقسم إلى قسمين: تصور بقيد (لا) وتصور (بقيد).

القيد: هو الحكم. فالتصور إما أن يكون (بيقدٍ): أي تصور بقيد أن يكون هذا التصور محكوماً عليه نسميه (التصديق)، فإذا كان التصور بشرط أن يكون معه حكمٌ هذا هو التصديق. وإما التصور بقيد (لا): يعني بقيد اللاحكم، وقيد اللاحكم هو التصور الذي نحن نعرفه.

  • هناك مصطلح ثالث: التصور لا بقيد:

التصور عموماً يسمى التصور بلا قيد (هو التصور بالمعنى الأعم الذي مرادف للعلم) فأصبح عندنا التصور بمعنى العلم، يعني تصور بلا قيد، يعني بلا اشتراط قيد، يعني تصور سواء كان معه حكم أو لم يكن معه حكم، هذا الذي يسمى العلم، وهذا الذي تدرسونه، ينقسم إلى تصور وتصديق، العلم هنا يعني تصور لا بقيد.

ففرقوا لو سمحتم بين التصور (لا بقيد) والتصور (بقيد لا)، الفرق بينهما كالفرق بين المشرق والمغرب.

(لا بقيد): يعني مع عدم اشتراط الحكم سواء وجد أو لم يوجد لا يخرج عن كونه تصوراً، أما التصور (بقيد لا): يعني باشتراط عدم وجود الحكم فيه، وهذا يسمى التصديق.

  • إذن من هذه الثلاثة أقسام أيها المقصود بالتصور؟

بعض الناس عندما قرأ عبارة السنوسي استشكل وظنّ أن الإمام السنوسي لا يفرّق بين التصديق والتصور، فكيف يكتب هذا الكلام ونحن قد نتصور عدم الواجب في أذهاننا، كما يتصور الملحد عدم وجود الله (وجود الله واجب، الملحد يتصور عدم وجود الله) فكيف يحصل هذا!!

طبعاً الإمام السنوسي قصد التصور (بقيد) التصديق، يعني الواجب إذا تصورته حكمت عليه بأنه لابدّ أن يوجد، فهنا مقصود بالتصور التصديق وليس مطلق التصور، يعني إذا تصورت هذا الشيء صدّقت بعقلك أن هذا الذي في ذهنك لابد أن يكون له تحقق في الخارج. هذا معنى مالا يُتَصور في العقل عدمه..