مقتطفات | العقل مدرك لا حاكم | د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

  • لماذا تثقون بالأحكام العقلية؟ هل الأحكام العقلية تخطئ أم لا؟ 
  • حقاً هذا السؤال الأصل أنه بديهي، كيف تستطيعون أن تقولوا أن العقل لا يخطئ، هل العقل معصوم أم لا!!
العقل قطعاً لا يخطئ، والعقل قطعاً ليس معصوماً، لايوجد تناقض بين القضيتين لسبب بسيط جداً؛  إذا أدركنا معنى الحكم العقلي سنفهم أن العقل قطعاً لا يخطئ، وأن وصف العقل بالعصمة خطأ منهجي، لماذا؟
– مامعنى معصوم؟ أي لا يخطئ بالأحكام.
  •  هل (الأحكام العقلية) العقل ينشئها أم يدركها؟ إذن وصف العصمة يتعلق بالإنشاء، فلا ينشئ المعصوم أحكاماً خاطئة..  مامعنى أن النبي ﷺ معصوم، النبي ﷺ شارع، فلا يشرع أحكاماً خاطئة (هو ﷺ معصوم، لا ينطق عن الهوى).
  • هل العقل ينشئ أحكاماً حتى توصف الأحكام التي أنشأها أنها خاطئة أو صحيحة؟
العقل مدركٌ وليس منشئاً، الأحكام العقلية لا تُنشأ؛ لأنها لو أنشِئت لكانت وضعية، بل هي أحكام ثابتة في نفس الأمر (الواحد نصف الإثنين)، هذا الحكم لم يضعه أحد بل هو ثابت في نفس الأمر.
العقل هو مرآة الوجود، هل المرآة تخطئ! المرآة عاكسة الوجود، المرأة تعطي الوجود ما أعطاها الوجود.
إذن أنا لو أعطيت العقل مقدمات غير مطابقة للواقع، سيعطيني نتيجة غير مطابقة للواقع، فالنتيجة غير المطابقة للواقع هل تسمى خطأ عقلي؟ طبعاً لا، الخطأ هنا لا ينسب للعقل، بل الخطأ ينسب للواضع لهذه المقدمات، هنا الخطأ، ويكون الخطأ شخصيّاً، هذا الشخص الذي وضع المقدمات وضعها دون ملاحظة مطابقة الواقع، وبالتالي أصدر أحكاماً غير مطابقة للواقع، هذه الأحكام ليس منشؤها العقل، بل العقل يقول له هذه المقدمات تعطيك هذه النتيجة.
العقل ليس من شأنه أن هذه المقدمات مطابقة للواقع أو مخالفة للواقع، العقل من شأنه أن يقول هذه المقدمات تعطينا هذه النتائج.
  • هل كل حكم ننسبه للعقل يجب أن يكون صحيحاً؟ هنا يكون الصواب والخطأ ليس في العقل بل في نسبتك هذا الحكم للعقل (هذا الحكم هل حقاً منسوب إلى العقل أم أنت نسبته إلى العقل!)..