مقتطفات| الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله| الشيخ أحمد الفاضل

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ۝ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ آل عمران 101.

﴿وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ﴾: يعني لايقع الكفر منكم على حالٍ من الأحوال، لا يجد حالاً ليقع.
﴿وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ﴾: إذن مادام كتابُ اللهِ بيننا يُتلى، ومادام رسولُ اللهِ فينا، فنحن محفوظون آمنون من دخول الكفر أو من اتباع المناهج المنحرفة.
﴿وَفِيكُمْ﴾: تفيد الظرفية في الأصل، وفي بعض الأحيان تفيد السببية: مثل «دخلت امرأة النار في هرة» يعني بسبب هرة، لكن هنا ﴿في﴾ الظرفية.

﴿وَفِيكُمْ رَسُولُهُ﴾: كان فيهم صلى الله عليه وسلم، بجسده الشريف وأقواله وأعماله وأخلاقه، لكن هو الآن فينا بسنته بمحبته،
فما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمة (محبةً وسنةً واتباعاً) فإن هذه الأمة تبقى على الصراط المستقيم.

  • إذن:
    من مقومات بقاء الأمة على دينها واستقامتها التي كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم:

أن يكون حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه بارزاً فيها، عندما يضعف هذا التّعظيم فإن الأمة تصاب بنكبة بلا شك ولا ريب..
فهذا معنىً من المعاني الإشارية لايخالف الظاهر.
إذن شرط التفسير الإشاري ألا يخالف التفسير الإشاري المعنى الظاهر من الآية.