مقتطفات| إشارة في قول الله تعالى: ﴿وذا النون﴾| الشيخ أحمد الفاضل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وذُكر عند قوله تعالى: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ….﴾ [1] ، أن سيدنا يونس أضيف إلى (النون) أي الحوت، إذن ﴿وَذَا النُّونِ﴾ يعني اذكر صاحب النون، مفعول به لفعل محذوف، أ, معطوف على ما قبله.

وذا النون، أضافه إلى الحوت وقد مكث في بطنه سويعات، أو أياماً قليلة، وفي روايات مكث أربعين يوماً…..
الحقيقة؛ يكفي لإبراز المعجزة أن يمكث في بطنه دقيقة وأن يخرج حياً.
كيف يلج إنسان إلى بطن الحوت ويخرج حياً!!! (معجزة)..
إذن لو دخل إلى بطن الحوت وخرج مباشرة لكانت معجرة وانتهى، لكن مكث قليلاً لأنه سبّح، ﴿لَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [2]، فأُضيف إلى الحوت، فقيل ذا النون.

قال الإمام القُشَيْرِي: فكيف بمن يقف بباب الله سبعين أو ثمانين سنة ألا يقال عبد الله، فيضاف إلى الله تشريفاً وتكريماً!

  • ومنه قوله تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ [3].
  • وقوله تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ [4].

أليس الخلق جميعا مؤمنهم وكافرهم عباداً لله؟

بلى هم عبيد، لكن هذه الإضافة خصوصية (إضافة تشريف، وتخصيص لهؤلاء المتقين).

في هذا المعنى يقول الشاعر [5]:
ومـما زادني شـرفـاً وتـيــهـاً
وكدت بأخمصي أطأ الـثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي
وأن صـيَّرت أحمد لي نـبيـا

______________________

[1]: الأنبياء، 87.

[2]: الصافات، 143.

[3]: الفرقان، 63.

[4]: الحجر، 42.

[5]: القاضي عياض رحمه الله.