مقتطفات | إذا ما ورد الجمهور في كتاب، لابد أن نفهم ما المقصود بالجمهور | د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

  • قال وذهب غير الجمهور إلى أن النظر ليس بشرط في صحة الإيمان بل وليس بواجب أصلاً، وإنما هو من شروط الكمال – فإن كان من شروط الكمال فيكون النظر مندوباً وليس واجباً – وقد اختار هذا القول الشيخ العارف الولي ابن أبي جمرة – من علماء المغرب العربي – والإمام القشيري رضي الله عنه – صاحب الرسالة – والقاضي أبو الوليد ابن رشد، والإمام أبو حامد الغزالي.

دققوا: وذهب غير الجمهور، من الجمهور؟

المقصود هنا بالجمهور المتكلمين وليس أهل العلم، لأن المتكلمين هم بعض أهل العلم، فما ذهب إليه غير الجمهور إلى أن النظر ليس بشرط في صحة الإيمان لا يفهم من هذا أن هذا القول هو قول عدد قليل من العلماء، بل هذا قول أغلب العلماء، ولكن هذا الأغلب ليسوا من المتكلمين (هذا الأغلب خلاف قول جمهور المتكلمين، وليس خلاف قول جمهور أهل العلم)، فهذا القول المذكور هنا هو قول جمهور أهل العلم من غير المتكلمين (الفقهاء والمحدثين).

وهذا في كل كتب أهل العلم، إذا قيل الجمهور فلابد أن تفهم ما المقصود بالجمهور هنا، ولا يكتفي الإنسان أن هذا كتاب فقه وقال الجمهور إذن جمهور الفقهاء، أو كتاب فقه حنفي قال الجمهور إذن جمهور الأحناف، بل لابد أن تضبط المسأله التي يتكلم عنها حتى تفهم من المقصود بالجمهور.

كان الجمهور أولاً هم جمهور أهل العلم، والجمهور الآن المقصود بهم المتكلمين.