مقتطفات| أثر تحقق العقيدة في حياة الإنسان| د. علي العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وهذه الشهادة وتحقيق العقيدة فيها نور عجيب، وهذا النور حقاً من تحقق أنه (لا إله إلا الله) سيرى ثمرة هذا في كل شيء في حياته:

من عرف اللهَ أبصرهُ اللهُ في كل شيء، فتبصره في حركاتك وسكانتك وسكتاتك وخطراتك وكلماتك…. فتنام لله وتستتيقظ لله وتأنس مع الله، فتصبح كل حياتك هي لله وبالله ومع الله وإلى الله.. بشرط تحقيق العقيدة.

أما بدون هذا المعنى حقاً لن تجد لذة لهذا الدين، من وجد لذةً للصلاة قبل تحقيق العقيدة اعلم أنك لا تصلِّ بطريقة صحيحة، ومن استمتع بالصيام والذِّكر قبل تحقيق العقيدة اعلم أنك لم تصلِّ ولم تذكر بطريقة صحيحة..

وإذا وجدت هذه اللذة في قلبك دون معرفة حقيقة المعبود سبحانه وتعالى، اعلم أن الذي يجعلك تستشعر هذه اللذه هي فقط – الكيف – الحالة (يعني هذا الفعل أن أضع جبهتي على الأرض – فعل السجود –  يحصل لقلبي مع هذا الفعل حال في القلب) ولكن سرعان ما سيزول هذا الحال؛ لأن بقاء الحال من المحال.

أما الذي سيبقى معك هو المعرفة، المعرفة لن تتأثر بأحوال قلبك، بل العكس كلما تبدّل حال قلبك، المعرفة تثبّته، وهذا هو حال العارفين، لذلك لا يصبح العارف عارفاً بالله سبحانه إلا إذا طلب العلم، وأول العلم المطلوب هو تحقيق العقائد..