ما هي شروط الذبح الشرعي؟

يجيب عن السؤال الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ما هي شروط الذبح الشرعي؟

الجواب

باسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛
      فمسائل الذبائح من الأحكام المهمة لتعلقها بمعايش المسلمين ومباشرتهم لها في حياتهم اليومية. فلا بد أن يعرف المسلم أحكام الذبائح واللحوم التي يجوز له أكلها والتي لا يجوز. 

      لا بدّ أن نعرف أولاً: أن الذبح هو إزهاق روح البهيمة المأكولة. وهو قسمان: ذبح شرعي (يسمى: التذكية)، وذبح غير شرعي (حكمه: ميتة).

الذبح غير الشرعي:

      أي قطع العنق بأي طريقة كانت، سواء بالصعق الكهربائي أو بالضرب حتى الموت أو بالخنق، وغيرها من طرق إزهاق الروح.

وأما الذبح الشرعي:

      هو ذبح الحيوان من عنقه (حلقه) إن كان مقدوراً عليه، كما في الأغنام، أو من لبَّته (أسفل العنق) كما في الإبل والبقر. أو عقره إذا كان جموحاً (شارداً). وإن كان غير مقدور عليه كالصيد فبإرسال الجوارح المعلمة لصيده مع التسمية.

إذن هذه ثلاثة أنواع للتذكية الشرعية:

1- الذبح، 2- النحر، 3- العقر.

     – دليل الذبح والنحر: قال عليه صلى الله عليه وسلم: «أَلَا إِنَّ الذَّكَاةَ في الحَلْقِ واللُّبَّةِ»، رواه الدارقطني [1]، والبخاري تعليقاً في كتاب الصيد والذبائح باب النحر، عن ابن عباس.

      قال الإمام الشافعي رحمه الله: “من الذبح أن يجتمع قطع الحلقوم والمريء لا شيء دون ذلك وتمامها الودجين، ولو قطع الودجان ولم يقطع الحلقوم والمريء لم تكن ذكاةٌ، من قِبل: أن الودجين قد يقطعان من الإنسان ويحيى. وأما الذكاة فيما لا حياة فيه إذا قطع فهو الحلقوم والمريء لأنهما أظهر منهما فإذا أتى عليهما حتى استؤصلا فلا يكون إلا بعد إبانة الحلقوم والمريء” [2].

     – العقر: فهو تذكية الحيوان المأكول إذا ندّ أي شرد، ولم يتمكن صاحبه من القدرة عليه، كما أنه تذكية الحيوان الذي يُراد اصطياده. دليله: قول النبي صلى الله عليه وسلم في بعير ندّ، فضربه رجل بسهم فحبسه: «إِنَّ لِهَذِهِ البَهَائِمِ أَوَابدَ كَأَوَابِدِ الوَحْشِ، فَإِذَا غَلَبَكُم مِنهَا شَيْءٌ فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا» [متفق عليه] [3].

      * شروط الذبح الشرعي:

أ – شروط تتعلق بالذابح:
  1. يكون مسلماً،
  2. ألا يذبح لغير الله تعالى أو لغير اسمه.
ب – شروط تتعلق بالمذبوح:
  1. يُدركه قبل الذبح وفيه حياة مستقرة، فإذا أدركه وحياته غير مستقرة فهو ميتة، حتى لو جرى دمه.
  2. أن يقطع الحلقوم والمريء.
  3. ويُسرِع في القطع، لحديث: «لْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه ولْيُرِحْ ذبيحتَه» [4].
ج –  شروط تتعلق بآلة الذبح:
  1. يجب أن تكون حادة، تُنهر الدم للحديث: «مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ، فَكُلُوهُ» [5].
  2. وليست سناً أو ظفراً.
      فتلك هي شروط الذبح الشرعي، وفيه تفاصيل كثيرة، تعلم بدراسة هذا الباب من أبواب الفقه الإسلامي دراسة متأنِّيَة، وهو باب مهم ينبغي معرفته لجميع المسلمين، وخصوصاً لمن يعيش بعيداً عن البلاد الإسلامية، لشدة احتياج المسلمين في غربتهم إلى معرفة هذه الأحكام.
والله الموفق والهادي سواء السبيل.


تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب، وراجعها الشيخ د. محمد فايز عوض.


د. محمد أبو بكر باذيب: عالم إسلامي من علماء اليمن، نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية (AMU). تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…
يشرف على القسم العربي سيكرز عربية للعلوم الشرعية (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] سنن الدارقطني: 4/ 283.
[2] الأم للشافعي 2/ 251.
[3] صحيح البخاري (5190)؛ ومسلم (1968).
[4] صحيح مسلم (1955).
[5] صحيح البخاري (2356)، ومسلم (1986).