ما هي الأسئلة التي يجب أن أطرحها على من أنوي الزواج به؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى 

السؤال

ما هي الأسئلة التي يجب أن أطرحها على من أنوي الزواج به؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم,

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

طرح الأسئلة المناسبة على من تنوين الزواج به، أو من سيكون شريك حياتك، يمكن أن يساعد في ابتداء بناء أساس قوي للعلاقة بينكما، فقد شرع الإسلام أن ينظر الخاطب إلى مخطوبته من أجل حصول المودة وتأكيد الرغبة في الزواج؛ فعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: خَطَبْتُ امْرَأَةً، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا؟ ” قُلْتُ: لَا قَالَ: ” فَانْظُرْ إِلَيْهَا، ‌فَإِنَّهُ ‌أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا “. (1)

وأهم سؤال يمكن أن تبحثي عن جواب له، مما يتعلق بمن يريد أن يخطبُكِ، هو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ ‌مَنْ ‌تَرْضَوْنَ ‌دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ». (2) فاحرصي أن تختاري من يتصف بالدين والخلق.

ومعنى اتصاف الخاطب بالدين: أن يكون مطبقاً لما أمر الله تعالى به، منتهياً عما نهى الله عنه وزجر.

ومعنى اتصاف الخاطب بالخُلق: أن يتصف بمحاسن الأخلاق، وأمهات الفضائل، كالصدق والوفاء، والشهامة، والكرامة، والعفة، والكرم، والغَيرة المحمودة….

وقال الحسن بن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما لرجل استشاره في تزويج بنته: زوّجها من تقيّ فإنه إن أحبّها أكرمَها، وإن كرهها لم يظلمها. وهذا الكلام مصداق قول الله تعالى: ﴿وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ ‌خَيْرٌ ‌مِنْ ‌مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ﴾ [البقرة: 221] فإذا قامت الخلية الأولى من خلايا المجتمع وهي الأسرة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سَعدت الحياة.

ملحوظة:

جَمَعَ المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق بين الدِّين والخُلق، فقال: ” ‌مَنْ ‌تَرْضَوْنَ ‌دِينَهُ وَخُلُقَهُ”، ولم يكتف بالدين؛ والسبب أن التزام الإنسان بالأوامر والنواهي وحدها لا يكفي، ما لم ينضاف إليها التحلي بمكارم الأخلاق، فكم من شاب محافظٍ على الصلاة والصيام وأوامر الله تعالى، مُنتهٍ عن محارم الله، لكن أخلاقه سيئة؛ فقد يكون ديّناً لكنه بخيل، وقد يكون دينا لكن خشن المعشر….لهذا لا بد من اجتماع الخلتين في الخاطب وهما الخلق والدين.

وأقول للأخت السائلة: الدين والخلق هما أهم ركيزتين تبنى عليهما البيوت السعيدة، أما بقية التفاصيل المتعلقة بالمسكن والملبس، والمهر … فهذه أمور ينبغي أن تتناقش بها كلا العائلتين قبل النكاح، وهي تختلف من بيئة إلى بيئة أخرى، وتحكمها العادات والتقاليد.

وأخيراً:

قيام الزواج على الدين والأخلاق من أسباب استمراره وتحقق ثمراته؛ لأن مَن أشرقت بدايته أشرقت نهايته. وقد قيل لأحدهم: فلان المؤذن تزوج بابنة فلان المقري فقال: إنهما سيلدان مصحفاً. والله تعالى أعلم

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1): مسند أحمد (18154).
(2): سنن الترمذي (1084).

[الشيخ] أنس الموسى

الشيخ أنس الموسى هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.