ما هي أهمية الاعتقاد باليوم الآخر؟
يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي
السؤال
ما هي أهمية الاعتقاد باليوم الآخر؟
الجواب
البيان و التفصيل :
ثم يأتي -ثانياً- دور العقل السليم الذي يقضي بضرورة وجود يومٍ آخر تتحقق فيه العدالة المطلقة، و يُحاسب الناس فيه على أعمالهم، و خاصة الظلمة الذين ماتوا و لم يقدر أحد على حسابهم.
و من هنا ندرك أهمية الاعتقاد باليوم الآخر:
فهو -أولاً- يتعلق بمسألة “الإيمان و الكفر” ؛ لأنه ركن من أركان الإيمان التي ورد الأمر بالإيمان بها عن طريق الخبر الصادق كما ذكرنا ، يقول الله عز وجل : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾[النساء: 136]. و كما قال تعالى في شأن المجرمين: ” ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾[المدثر: 42- 48].
– و جاءت السنة الشريفة الصحيحة لتؤكد هذا الأمر و تُبين أركان الإيمان و وجوب الإيمان بها، كما في حديث جبريل عليه السلام الذي سأل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال له: “أخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره”(1) رواه مسلم ، و غير ذلك من الأحاديث الكثيرة
1 – الشعور بالاطمئنان من عدم ضياع ثواب الأعمال الصالحة: مما يدفع المؤمن إلى العمل و الزيادة فيه ابتغاء مرضاة الله و ما أعده للمؤمنين من أجر عظيم
يقول الله تعالى : ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر16-17]
وعن أَبي هريرة – رضي الله عنه: أن رَسُول الله – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إِلَى أهْلِهَا يَومَ القِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ للشَّاةِ الجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ». رواه مسلم. (2)
5 – إعطاء إجابات صريحة و صادقة عن أهم الأسئلة: التي تؤرق مضجع البشرية من غير المؤمنين، فمثلاً ما هو ” مصير الإنسان بعد الموت”، و مصير هذه الحياة الدنيا ؟ و إلى متى ستستمر و كيف ستنتهي ؟ و غير ذلك من الأسئلة المهمة و التي يكثر حولها التنبؤات والخرافات و النظريات .
بناء على ما سبق :
2- صحيح مسلم : [8\18] رقم (2582)
الشيخ عبد السميع ياقتي
هو الشيخ عبد السميع ياقتي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م
نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد كتابة رسالة الدكتوراه
تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، وغيرهم…
عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي
و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية
للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ