ما هو تعريف الفقه وأهميته في الإسلام؟

 يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

ما هو تعريف الفقه وأهميته في الإسلام؟

الجواب

بسم الله والحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛ فإن الفقه هو الفهم، والمقصود بالفقه في الإسلام فهم مقاصد الدين الكبرى، ومعرفة أحكام الله تعالى وشريعته التي بعث بها أنبياءه. فهو بهذه المثابة أصل عظيم من أصول الإسلام.

وتفصيل ذلك:

أن الفقه كما يعرفه العلماء: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية. فعلم الفقه بهذا التعريف هو الأداة التي بواسطتها تؤخذ الأحكام التي شرعها الله تعالى لعباده من مصادر التشريع، وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس. فمعرفة كيفية أخذ الأحكام وفهمها هو الفقه في دين الله.

ولأهمية الفقه العظيمة وقيام معرفة الشرع عليه، فقد جاء ذكره في الكتاب والسنة باسمه الصريح، قال تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين)[التوبة: 122]، الآية. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) رواه البخاري(1). ومعنى (يفقهه في الدين): يجعله عالما بأحكام الشريعة ثقفا ذا بصيرة فيه؛ فيصير قلبه ينبوع العلم يستخرج بفهمه المعاني الكثيرة من اللفظ الموجز(2). وفي رواية المستملي “يفهِّمه” بالهاء المشددة المكسورة بعدها ميم، والفقه هو الفهم، قال الله تعالى {لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: 78] أي: لا يفهمون. والمراد الفهم في الأحكام الشرعية(3).

وفي حديث آخر: (ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين) رواه البيهقي من حديث  ابن عمر، وأورده السيوطي في (الجامع الصغير)، جاء في شرحه: “فإن بالفقه في الدين يعرف العبد ربَّه، ومن عرف ربه عرف نفسه. ولأن عبادة الجاهل عبادةٌ لا ترجُح في الميزان على عبادة الفقيه في الكتاب والسنة، لا الحامد على تجريحات كلام الناس كما تُعورفَ ذلك عند الناس. وفيه حث على الاجتهاد في التفقه في الدين”(4).

فإذا علمنا ما تقدم، علمنا أهمية الفقه، ومنزلته من الدين، وأنه لا يقصر في أخذه وتناوله الحريص على دينه وآخرته، فلنبادر إلى طلب العلم والفقه في الدين، والله الموفق.

الهوامش:

1- البخاري، صحيح البخاري، حديث: 71، 3116.

2- التوربشتي، الميسر في شرح مصابيح السنة: 1/ 97.

3- الشنقيطي، كوثر المعاني الدراري: 3/ 148.

4- الصنعاني، التنوير شرح الجامع الصغير: 9/ 415.

[الشيخ] الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (SeekersGuidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)