ما هو الخلع وما هي شروطه، وهل هو طلاق بائن؟

يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض

السؤال

ما هو الخلع وما هي شروطه، وهل هو طلاق بائن؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فكما أن الله تعالى أعطى الرجل الحق في الطلاق إذا كره المرأة واستحالت الحياة بينهما، فكذلك أعطى المرأة الكارهة لزوجها والنافرة منه حق طلب الفرقة من الزوج والافتداء منه بمال تعرضه عليه، و يسمى هذا خلعا

فالخلع : هو الفرقة بعوض يأخذه الزوج (1)،

وللخلع أركان وهي طرفي الخلع وهما الزوج والزوجة، وعوض الخلع ويسمى البدل، والصيغة وسنذكر أهم شروط هذه الأركان:

أما الزوج

فيشترط أن يكون ممن ينفذ طلاقه، فلا يصح خلع الصبي والمجنون(2)

وأما الزوجة، فيشترط فيها

الرشد أن تكون مطلقة التصرف بالمال صحيحة الالتزام فلا يقع الخلع من غير الزوجة الرشيدة، لأن غير الرشيدة لا تتمتع بأهلية الالتزام، فلا تملك التصرف، فإن خالعها الزوج وقع طلاقا رجعيا عاديا، ولا يثبت له به شيء من مهرها.

وأن تكون في عصمة زوجها حقيقة أو حكما، وهي التي لم تفارق زوجها بطلاق بائن.

 وأما البدل

فهو ما يأخذه الزوج من جهة زوجته لقاء خلعه لها سواء كان البدل مالا أو منفعة. وكل ما يصلح مهرا من مال أو منفعة يصلح بدلا في الخلع،(3)

وأما الصيغة

فهي الإيجاب والقبول بين طرفي الخلع، وهنالك ألفاظ عديدة تصلح للدلالة على المطلوب ويتحقق بها الإيجاب والقبول ،

وتنقسم إلى صريح وكناية : فالصريح المتفق عليه عندهم لفظان : لفظ خلع وما يشتق منه لأنه ثبت له العرف . ولفظ المفاداة وما يشتق منه لوروده في القرآن ،

و أما كناياته مثل لفظ  بيع . ولفظ بارأتك ، وأبرأتك ، وأبنتك ،

وإذا خالع الرجل امرأته، ملكت المرأة بذلك أمر نفسها، ولم يبق للزوج عليها من سلطان، فلا رجعة له عليها أثناء العدة، كما هو الشأن في الطلاق العادي، لأن الخلع طلاق بائن، إنما السبيل إلى ذلك عقد جديد تملك فيه المرأة كامل اختيارها، وبمهر جديد أيضا(4)

وجدير بكل من الزوجين تعلم أحكام هذا الباب من أبواب الفقه الهامة لتكون حياتهما موافقة للأحكام الشرعية الصحيحة

حفظ الله بيوتات المسلمين و أسبغ عليها ثوب الوفاق و أبعد عنهم الشقاق و الحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965 

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها 

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان. 

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، 

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول 

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

 والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.

([1]) روضة الطالبين للنووي 7/ 374
([2])  روضة الطالبين 7 / 383 ـ
([3]) روضة الطالبين 7 / 389
([4]) الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي» (4/ 129):