ما ضوابط التحدث مع الفتيات عبر وسائل التواصل لمن كان يبحث عن شريكة حياة؟

يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض

السؤال

 ما ضوابط التحدث مع الفتيات عبر وسائل التواصل لمن كان يبحث عن شريكة حياة؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

ضوابط التحدث مع الفتيات في وسائل التواصل

من مقاصد الشريعة الإسلامية سد الذرائع التي قد تؤدي إلى الحرام. والتحدث مع فتاة شابة أو مراسلتها، وخاصة في سياق إنشاء علاقة، يُعد من الوسائل التي قد تقود إلى الوقوع في الفتنة. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الفتنة، فقال: «فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ» (رواه مسلم).

القرآن الكريم أشار إلى خطورة فتنة النساء، وقدمها على بقية الشهوات في قوله تعالى:

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} [آل عمران: 14].

وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: “بدأ الله بالنِّساء لأن الفتنة بهن أشد، كما جاء في الحديث الصحيح: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ»”.

التواصل بنية الخطبة

ذكر بعض الفقهاء المعاصرين أن التواصل بين الرجل والمرأة الأجنبية جائز عند الحاجة، بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية وتجنب كل ما يؤدي إلى الفتنة. وإن كان التواصل لغرض الخطبة، فيجوز وفق هذه الشروط، لكن يجب التعامل بحذر عند استخدام وسائل التواصل الحديثة؛ لأن هذه الوسائل قد تتضمن تدليسًا أو تلاعبًا.

الخطبة عبر الولي

من الأفضل أن تتم الخطبة – خصوصًا في العصر الحاضر – عن طريق ولي الأمر. ولا بأس أن يتواصل الخاطب مع المخطوبة لاحقًا ضمن الضوابط الشرعية، مع اتخاذ وسائل لحفظ الحقوق والكرامة.

نسأل الله أن يوفقنا لما يُرضيه، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. والحمد لله رب العالمين.

الشيخ محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965 

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها 

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان. 

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، 

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول 

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

 والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.

([1]) أخرجه البخاري (7352) ومسلم (1716)
([2]) الإحكام في أصول الأحكام – الآمدي (4/ 228)