ما دور السياق في فهم الآيات القرآنية؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

ما دور السياق في فهم الآيات القرآنية؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

السياق القرآني للآيات المراد تفسيرها له دور وأثر هام في فهمها وصحة تفسيرها بشكل دقيق، بل لا يمكن تفسير الآيات بمعزل عن سياقها.
والسياق القرآني: يعني طريقة من الطرق التي يجب مراعاتها لفهم الآيات القرآنية، وذلك من خلال النظر إلى الآيات المحيطة بالآية المراد تفسيرها، سواء أكانت تلك الآيات سابقةً أو لاحقة، وكذلك النظر في الظروف والملابسات التي نزلت فيها الآيات.
والسياق القرآني له أنواع كثيرة، منها:

السياق اللغوي: ويعني مراعاة القواعد النحوية والبلاغية أثناء دراسة النص القرآني، من خلال النظر في علاقات ألفاظه بعضها ببعض، والأدوات المستعملة للربط بين هذه الألفاظ، وما يترتب على تلك العلائق من دلالات.

السياق الموضوعي: ويعني النظر في الموضوع العام للسورة أو الآيات؛ لتتوضح  الرسالة الشاملة والمقاصد الإلهية للآيات المراد تفسيرها، فآيات الجهاد تختلف في سياقها عن آيات الأحكام.

والسياق التاريخي: ويعني النظر في الظروف والأحداث التي نزلت فيها الآيات، وهذا يعطي أفقاً واسعاً للمفسر للوصول للطريق الأمثل لفهم الآيات، فمعرفة البيئة التي نزل فيها القرآن، كالعادات والتقاليد السائدة، له دوره وأثره في فهم الآيات.

وأخيراً: تفسير القرآن الكريم له قواعد وأسس لا بد من مراعاتها وإلا أدى لتحريف كلام الله تعالى، فتحريف الآيات ليس فقط في وضع كلمة مكان أخرى أو حذف كلمة، بل تحريف القرآن قد يكون في تحريف فهمه أيضاً.
والله تعالى أعلم
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


ينظر: مقال بعنوان: منهج السياق في فهم النص، د. عبد الرحمن بو درع؛ وينظر: الأساس في التفسير سعيد حوى (1/423)، وكذلك النظر في كتب التفسير المختلفة كلها تشير إلى أهمية السياق القرآني.

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.