ما حكم صيام من دخل عليه وقت الفجر و هو جنب من جماع أو احتلام ؟

يجيب عن السؤال الشيخ د. محمد فايز عوض

السؤال

ما حكم صيام من دخل عليه وقت الفجر و هو جنب من جماع أو احتلام ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما،
أمّا بعد:
فإن من آداب الصيام الاغتسال عن الجنابة قبل الفجر: ليكون على طهر من أول الصوم ومعنى ذلك أن الجنابة لا تنافي الصيام، ولكن الأفضل إزالتها قبل الفجر.[1]

ودليل ذلك ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من جماع غير احتلام، ثم يغتسل ويصوم. [صحيح البخاري] [2]
جاء في مختصر المزني: (وَمَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ، أَوْ احْتِلَامٍ اغْتَسَلَ وَأَتَمَّ صَوْمَهُ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ جِمَاعٍ، ثُمَّ يَصُومُ) [مختصر المزني] [3]

أما النهي عن صوم الجُنُب في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلاَ يَصُومُ» فهو منسوخ بحديث عائشة [صحيح البخاري ومسلم] [4] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أن أعرابيًا قال: يا رسول الله، إني أصبح جنبًا وأريد الصوم؟ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وأنا أُصبح جنبًا وأريد الصوم، فأغتسل، وأصوم»، فقال: إنك لست مثلنا، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فغضب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: «والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي» [صحيح مسلم] [5]

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد فايز عوض، وراجعها الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب.

أ. د. محمد فايز عوض عالم إسلامي من علماء سورية، حائز على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه من الجامعة الإسلامية في باكستان. له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.
درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، وكذا جامعة السلطان محمد الفاتح في تركيا إلى الآن..
والشيخ عضو رابطة علماء الشام، ومؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، ورابطة العلماء السوريين، والمجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..
من مشايخه الذين قرأ عليهم: والده الشيخ محمد عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، والشيخ ممدوح جنيد.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] المؤلفون: د. مصطفى سعيد الخن – د. مصطفى البغا – الشيخ علي الشربجي، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي 2/ 90.
[2] صحيح البخاري (1825، 1830).
[3] إسماعيل المصري المزني، مختصر المزني في فروع الشافعية 8/ 152.
[4] صحيح البخاري (1925)، صحيح مسلم (1109).
[5] صحيح مسلم (1110).