ما حكم صلاة التراويح للمرأة في المسجد؟

ذهب متأخرو الحنفية رحمهم الله تعالى إلى كراهة صلاة الجماعة في المسجد للمرأة كالصلوات الخمس وصلاة الوتر وصلاة سنة التراويح في رمضان، وسبب الكراهة التحريمية في زمانهم أنه صار خروج المرأة للمسجد ذريعة للفساد والفتنة بها، وكثر انتشار الفساق على مدار اليوم. [ينظر: فتح القدير]

والمنطلق في الاستدلال قول السيدة عائشة  -رضي الله عنها – :( لو أن رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – رأى ما أحدثَ النساءُ لمنعهن المسجد) [صحيح مسلم]

إلا أن الكراهة قد ترتفع إذا انتفى السبب في ذلك، لأن صلاة الجماعة للمرأة في المسجد أمر حسن في الشريعة لما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «لا تمنعوا إماءَ اللهِ المساجد»[صحيح البخاري] ولا يأذن النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا بما هو حسن، والكراهة أمر مجاور يمكن أن تنفك، فاذا انفكت جاز للمرأة الخروج لصلاة التراويح في المسجد.

فمن الصور الآمنة في زماننا كخروج المرأة الملتزمة بلباسها الشرعي لصلاة التراويح بالسيارة وكان الطريق آمناً للمسجد، واليوم نرى الطرق مضيئة ومراقبة في كثير من البلاد.

ومن الصور خروجها مع أخيها أوأبيها أو برفقة صاحباتها وغير ذلك.

فأي صورة تمنع وقوع الفتنة تؤدي إلى جواز صلاة التراويح للمرأة في المسجد، وهذا الأمر قد يختلف حكمه من بلد إلى بلد ومن مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان بحسب عادات الناس الاجتماعية وظروفهم العرفية.

قال ابن عابدين في منظومة رسم المفتي:

والعُرفُ في الشرعِ له اعتبارُ
لذا عليه الحكمُ قد يُدارُ

[الشيخ] الدكتور باسم عيتاني