ما حكم تقصير الشعر وحلق الرأس في العمرة والحج؟ (شافعي)

الإجابة من الشيخ د. محمد فايز عوض

السؤال

 ما حكم تقصير الشعر وحلق الرأس في العمرة والحج؟

الجواب

الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله وبعد:

      فإن الحج و العمرة واجبان على كل مكلف مستطيع كما تظاهرت على ذلك الأدلة الشرعية
منها قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً [سورة آل عمران: 97].
وقوله تعالى: ﴿وَأَتِمُّواْ الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلَّهِ [سورة البقرة: 196].

 ومن أركان الحج و العمرة الحلق أو التقصير للحاج أو المعتمر.
والحلق يشمل مطلق ما يسمى قصّاً للشعر، فيدخل قص ثلاث شعرات فأكثر، ويدخل الحلق بمعنى استئصال شعر الرأس، كما يدخل التقصير مهما كان قدره وأياً كانت وسيلته.
وهو ركن على الصحيح في مذهب الإمام الشافعي. دليل ذلك فعله صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه في حجة الوداع» [البخاري ومسلم] [1].

وشرط الحلق ما يلي:

  1. ألا يسبق وقته، ووقته بعد منتصف ليلة النحر، فلو حلق قبل ذلك كان آثما ويستوجب الفدية.

  2. ألا يقل عدد الشعرات حلقا أو تقصيرا عن ثلاث شعرات على الصحيح لقوله تعالى عن المؤمنين:
    ﴿مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ [سورة الفتح: 27]. والرؤوس كناية عن الشعر لأن الرأس لا يحلق، قالوا: والشعر جمع وأقله ثلاث شعرات.
    قال النووي في المجموع: قال أصحابنا: وليس لأقل المجزئ من التقصير حد، بل يجزى منه أقل جزء منه؛ لأنه يسمى تقصيرا. ويستحب أن لا ينقص على قدر أنملة. والله أعلم. اهـ [2]
    لكن الحلق أفضل من التقصير بالنسبة للرجل.
    قال النووي في المجموع: وقد أجمع العلماء على أن الحلق أفضل من التقصير. اهـ. ودليل ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، قَالُوا: وَلِلْمُقَصِّرِينَ، قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، قَالُوا: وَلِلْمُقَصِّرِينَ، قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: وَلِلْمُقَصِّرِينَ». [3]

  3. يشترط أن يكون الشعر المحلوق من حدود الرأس فلا يغني عنه حلق شعرات من اللحية والشاربين مثلا.
    هذا، وأما المرأة فتقصر ولا تؤمر بالحلق إجماعا.
من ليس في رأسه شعر سن إمرار الموسى على رأسه ولا يجب. [4]

يسر الله للحجاج و العمار حجهم و عمرتهم و تقبل منهم و كتبنا معهم إنه جواد كريم


تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. محمد فايز عوض، وراجعها من قبل الشيخ د. محمد أبو بكر باذيب.

أ. د. محمد فايز عوض عالم إسلامي من علماء سورية، حائز على شهادة الدكتوراة في أصول الفقه من الجامعة الإسلامية في باكستان. له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.
درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق، وكذا جامعة السلطان محمد الفاتح في تركيا إلى الآن..
وهو عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..
من مشايخه الذين قرأ عليهم: والده الشيخ محمد عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، والشيخ ممدوح جنيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح البخاري (1726). صحيح مسلم (1304).
[2] النووي، المجموع شرح المهذب 8/ 200.
[3] صحيح البخاري (1728). وصحيح مسلم (1302).
[4] الخطيب الشربيني، مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج  2/ 285. ابن النقيب شهاب الدين المصري، عمدة السالك وعدة الناسك 1/ 140.  د. مصطفى الخن و د. مصطفى البغا والشيخ علي الشّرْبجي، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي 2/ 142.