ما حكم التصدق عن الميت؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم عيتاني

السؤال

ما حكم التصدق عن الميت؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم؛

السائل الكريم – رحم الله أمواتك وأمواتنا -؛

يجوز التصدق عن الميت المسلم سواء كان المتصدق قريباً للميت أو بعيداً عنه، أجنبياً أو غير أجنبي، ذكراً أو أنثى، وكذلك يجوز عن ميت واحد أو عن جماعة، أو عن أموات المسلمين جميعاً وعن الأحياء.

وقد ثبت أن سعد بن عبادة ماتت أمه، فقال : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أمي ماتت ، أفأتصدقُ عنها ؟ قال : نعم . قال : فأيُّ الصدقةِ أفضلُ . قال : سقْيُ الماءِ [ رواه النسائي]، فنفهم من الحديث الحث على بذل الصدقات للأموات.

وقد صرح علماؤنا في المذهب الحنفي أن للإنسان أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاة أو صوماً   أو صدقة أو غيرها، والأفضل لمن يتصدق نفلاً أن ينوي لجميع المؤمنين والمؤمنات لأنها تصل إليهم، ولاينقص من أجره شيء. [ ينظر: حاشية ابن عابدين]

ودليل ذلك: أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أُتِيَ بِكبش لِيُضَحِّيَ بِهِ، فأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: “بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ” [رواه مسلم] . ويستفاد من هذا النص الشريف، أن من أمة سيدنا محمد من هو ميت، وقد جعل الأضحية صدقة لكل أمته، فدل على جوازها عن الميت.

وأنصح الأخ السائل أن يتحمس على التصدق للأموات، وخاصة الصدقة الجارية فإنها مستدامة، يتعدى نفعها الزمان والمكان، وينتفع بها الخلق على المدى الطويل، وتكون في ميزان حسناتك مادامت الصدقة جارية. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “إذا ماتَ ابنُ آدمَ انقطع عملُهُ إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له” [رواه مسلم]

نسأل الله أن يلهمنا وإياكم التصدق للأموات والأحياء في أعمال الخير.

– حاشية رد المحتار، على الدر المختار، محمد أمين، الشهير بابن عابدين، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، ط2، (1386هـ – 1966م) 2/357

الشيخ الدكتور باسم عيتاني

هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 196

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

Seekers Guidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه

اللغات : العربية: ممتاز  الفرنسية: جيد الإنكليزية: وسط