ما حكم الاستمناء، وهل الحكم نفسه فيما إذا كان بطريقة غير استخدام اليد، وكيف نتخلص منه؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى 

السؤال

ما حكم الاستمناء، وهل الحكم نفسه فيما إذا كان بطريقة غير استخدام اليد، وكيف نتخلص منه؟

الجواب

 بسم الله الرحمن الرحيم

الاستمناء: هو إخراج المني بغير جماع، محرمًا كان أو غيرَ محرم. ويطلق على الاستمناء اسم: “العادة السرية”، ويكون الاستمناء من الرجل ومن المرأة.

وحتى يسمى هذا الفعل استمناءً؛ لا بد من تحقق استدعاء المني في اليقظة بوسيلة ما.

والاستمناء باليد إن كان لمجرد استدعاء الشهوة فهو حرام في الجملة ويعزَّرُ فاعله؛ لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ ‌حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ [المؤمنون: 5-7] والعادون هم: الظالمون المتجاوزون لحدود الله تعالى، فلم يُبح الله سبحانه وتعالى الاستمتاع إلا بالزوجة والأمَة، ويَحرُم بمن سواهم.
ويقع ‌الاستمناء ولو مع وجود الحائل. يقول ابن عابدين في الحاشية: ” لو استمنى بكفه بحائل يمنع الحرارة يأثم أيضاً”.
ولا يتوقف حصول الاستمناء على يد الشخص نفسه، بل بكل ما يتسبب بإخراجه، كأن يدخل فرجه بما يُصنع على هيئة الفرج من القطن ونحوه..

وهناك تفصيل في بعض أحكام الاستمناء ومنها:

  • لو حصل الاستمناء بيد الزوجة فإنه جائز ؛ لأن الزوجة محل استمتاع الزوج، وتدخل فيما أباحه الله بالآية السابقة (إلاَّ على أزواجهم).
  • لو كان سبب الاستمناء تسكين الشهوة المُفْرِطة التي يغلب على الظن وقوع صاحبها بالفاحشة فإنه جائز،  بل ذكر ابن عابدين في الحاشية وجوب ذلك فقال: “لو تعين الخلاص من الزنى به وجب؛ لأنه أخف”. فصار من قبيل المحظور الذي تبيحه الضرورة، ومن قبيل ارتكاب أخف الضررين.

لا يتوقف حصول الاستمناء على إخراجه بيد الشخص نفسه، بل بكل ما يتسبب بإخراجه؛ كأن يدخل فرجه بما يُصنع على هيئة الفرج من القطن ونحوه.  وألحق ابن عابدين بالاستمناء في الإثم من أدخل ذكره في حائط حتى أمنى. فيتناول الاستمناء ما يُفْعَلُ بتلك الدمى التي تُصنع على هيئة الإناث وتباع في الأسواق لتسهيل الآثام والعياذ بالله تعالى.

ومما يساعد على التخلص من هذه العادة السيئة:

  • الالتجاء إلى الله عز وجل وسؤاله بصدق وتضرعٍ أن يَصرف عن صاحبها هذه العادة.
  • الزواج لمن كان عزباً وتوفرت له أسبابه، والصيام لمن لم تتوفر له أسبابه؛ وقد نصح بذلك من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم فقال: “” مَنْ كَانَ مِنْكُمْ ذَا طَوْلٍ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلطَّرْفِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَا فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ” (1)
  • الإكثار من ذكر الله عز وجل واستحضار أن الله تعالى مطَّلعٌ على عبده يعلم سره ونجواه، وأنه إن غاب عن أعين الخلق فإنه لا يغيب عن نظر الخالق سبحانه الذي قال عن نفسه: ﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ ‌لَا ‌يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ ﴾ [سبأ: 3]
  • تذكُّر أليم عذاب الله تعالى لمن عصاه، وتذكر حال أهل الطاعة ومصيرِهم في الآخرة وكيف يتمتعون ويُنعمُّون في الجنة. كما قال ابن عطاء الله السكندري: ” لا يُخرج الشهوةَ من القلب إلاَّ خوفٌ مزعج أو شوقٌ مُقْلِق”.
  • إشغال النفس بالعمل المفيد والتخلص من أوقات الفراغ.
  • غض البصر عما حرم الله تعالى والحذر من النظر للمشاهد المحرمة – على التلفاز أو غيره- والتي تحفِّز على ممارسة هذه العادة.

وأخيراً:

أنبه السائل الكريم أن الاستمناء إن حصل معه خروج المني فإنه يوجب الغسل ويُبطلُ الصوم، وله أثره في الحج، وتتعلق به كل موجبات الغسل، وتتعلق به أحكام مسِّ المصحف وقراءة القرآن والصلاة …

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(1): مسند أحمد (411).
ينظر: حاشية ابن عابدين (2/399)؛ الموسوعة الفقهية الكويتية (4/97).

[الشيخ] أنس الموسى

الشيخ أنس الموسى هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.