ما حكم الاستفادة من القروض البنكية في المشاريع التجارية؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

ما حكم الاستفادة من القروض البنكية في المشاريع التجارية؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فإن حكم الاستفادة من القروض البنكية في المشاريع التجارية يعتمد على طبيعة هذه القروض والشروط المرتبطة بها، وخصوصًا مسألة الفائدة التي تُفرض على القرض.
وفيما يلي تفصيل الحكم وفقًا للشريعة الإسلامية:

أولاً – القروض التي تحتوي على فائدة ربوية

القروض التي تقدمها البنوك التجارية عادةً ما تكون مشروطة بفائدة ربوية، وهذا الأمر محرم بشكل قطعي في الإسلام بناءً على القرآن والسنة. قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. [البقرة: 278].

وعن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: «لَعَنَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ» رواه مسلم، وزاد الترمذي: «وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ». [صحيح مسلم: (105); وسنن الترمذي: رقم (1206)].

لذلك، لا يجوز أخذ قروض بفائدة ربوية لتمويل المشاريع التجارية أو غيرها.

ثانياً – التمويل البديل (التمويل الإسلامي)

يوجد في العديد من البلدان اليوم مؤسسات مالية إسلامية تقدم منتجات تمويلية تتوافق مع الشريعة الإسلامية، مثل:

المرابحة: حيث تشتري المؤسسة المالية السلعة أو المعدات التي يحتاجها صاحب المشروع ثم تبيعها له بربح متفق عليه.

المشاركة والمضاربة: تدخل المؤسسة مع صاحب المشروع في شراكة لتمويل المشروع، وتتقاسم الأرباح والخسائر بناءً على نسب محددة.

الإجارة: يتم بموجب هذا العقد تأجير الأصول المطلوبة للمشروع مقابل أجرة محددة.

هذه الأدوات التمويلية جائزة شرعًا لأنها لا تتضمن الربا، بل تعتمد على مبدأ المشاركة في الربح أو تقديم الخدمات التمويلية بطريقة شرعية.

الخاتمة

وعلى هذا، فلا يجوز شرعًا الاستفادة من القروض البنكية التي تتضمن فوائد ربوية في تمويل المشاريع التجارية، لأن الربا محرم في الإسلام بل هو من الكبائر.

وفي هذه الحال، يمكن البحث عن بدائل تمويلية شرعية، مثل تلك التي تقدمها البنوك الإسلامية أو المؤسسات المالية المتوافقة مع الشريعة. والله أعلم.

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ