ما حكم الاحتفاظ بنسخ متعددة من المصحف الشريف مع عدم القراءة منها كلها؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى 

السؤال

ما حكم الاحتفاظ بنسخ متعددة من المصحف الشريف مع عدم القراءة منها كلها؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم,

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

لا يوجد مانع شرعي من الاحتفاظ بنسخ متعددة من المصحف الشريف في المنزل، أو في أي مكان آخر، حتى وإن لم تتم القراءة منها جميعًا.
وفي بعض الأحيان قد يتم الاحتفاظ ببعض نسخ المصحف لاستعمالها في بعض الأوقات كالأوقات التي يجتمع بها أفراد العائلة أو غيرهم، ففي هذه الحالة يندب الاحتفاظ ببعض نسخ المصحف  لتسهيل الوصول إليها عند الحاجة.

ومع ذلك، يُفضل أن يتم استخدام هذه النسخ الفائضة عن الحاجة للقراءة والتدبر، أو توزيعها على من يحتاج إليها خصوصاً في القرى النائية أو الأماكن التي يجد أهلها صعوبة في الحصول على نسخة المصحف، فهذا يندرج في حديث المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». (1)
ولله الحمد في أيامنا هذه لم تعد الحاجة ماسة لنسخ المصحف الشريف كما كانت من قبل، خصوصاً في عصر المصاحف الألكترونية، بل صار المصحف في متناول كل شخص لديه جهاز هاتف محمول.

وأخيراً:

إن توفير المصحف للقرّاء أو الحفاظ أو من يحتاجه للتدبر، لهو من أفضل القربات، ومن يُيَسِّر المصحف لمحتاجيه إنما يساعد على نشر الهداية المبثوثة فيه، والتي قال الله تعالى عنها: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ ‌يَهْدِي ‌لِلَّتِي ‌هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 9]. والله تعالى أعلم

وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1):  صحيح البخاري (5027).

[الشيخ] أنس الموسى

الشيخ أنس الموسى هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.