ما الفرق بين التفسير الموضوعي والتفسير التحليلي للقرآن الكريم؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

ما الفرق بين التفسير الموضوعي والتفسير التحليلي للقرآن الكريم؟

الجواب

 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

التّفسير ‌الموضوعيّ للقرآن: هو علمٌ يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر. (1)
فالتفسير الموضوعي يُعنى بدراسة الموضوعات القرآنيّة على غير الصّورة التّقليديّة في التّفسير، وإنّما بالنّظر إلى الأبواب، كدراسة الإيمان والكفر والنّفاق في القرآن، ودراسة الأخلاق في القرآن، والرّبا في القرآن، وهكذا.. فهو أسلوب عصريّ، لم يكن شائعاً في تصانيف السّابقين على سبيل الإفراد بالتّأليف، إنّما كانوا يراعون تتبّع المصطلح القرآني من حيث الجملة.
ومن كتب التفسير الموضوعي: تفسير الشيخ عبد الحميد طهماز رحمه الله تعالى، وهناك تطبيق ألكتروني للتفسير الموضوعي على شبكة الانترنت في (36) مجلد أعده مركز تفسير الدراسات القرآنية. (2)

أما التفسير ‌التحليلي: فهو تفسير الآيات حسب ترتيبيها في سورها، فهو يفسر الآية إفرادًا وتركيبًا ويكشف عمّا فيها من قيم متعدّدة وأحكام عقديّة أو تشريعية واجتماعية. (3)
والتفسير التحليلي هو التفسير الغالب على أنواع تفاسير القرآن، حيث يعمد المفسر فيه إلى التحليل في الآية، فيبين سبب نزولها، وبيان غريبها، وإعراب مشكلها، وبيان مجملها … إلخ، كما يتناول فيه مناسبة الآيات، والعلوم اللفظية، فيتكلم عليها من جهة اللغة ثم التصريف، ثم الاشتقاق، ثم يتكلم عليها بحسب التركيب، فيبدأ بالإعراب، ثم بما يتعلق بعلم المعاني، ثم البيان، ثم البديع، ثم يبين المعنى المراد، ثم الاستنباط، ثم الإشارة.  ومن أمثلته: تفسير ابن عطية الأندلسي (المحرر الوجيز)، وتفسير الآلوسي (روح المعاني)، وتفسير الشوكاني (فتح القدير) وأمثالها (4)

وأخيراً: أصبح التفسير الذي يُعنى بالدقة والعمق في استعمال العلوم التي يحتاج إليها المفسّر وخصوصا اللغوية والبلاغية، أصبح يسمى في اصطلاح المعاصرين «التفسير التحليلي»، والعمدة فيه على أمهات مصادر التفسير بالرأي. (5)
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1): مصطفى مسلم، مباحث في التفسير الموضوعي ص16.
(2):  المقدمات الأساسية لعلوم القرآن ص390.
(3):  ينظر: التفسير والمفسرون في العصر الحديث – فضل عباس (1/ 206).
(4): فصول في أصول التفسير مساعد الطيار ص32.
(5): نور الدين عتر علوم القرآن الكريم ص96؛ مباحث في التفسير الموضوعي، مصطفى مسلم (ص52).

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.