ماهي فضائل صلاة الضحى وصفتها؟ (حنفي)

يجيب عن السؤال الشيخ د. باسم عيتاني

السؤال

ماهي فضائل صلاة الضحى وصفتها؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

      صلاة الضحى هي سنة مستحبة، ولها فضائل كثيرة تدفع المرء المسلم بأن يسارع إليها لتقربه إلى الله تعالى وتشرق روحه بهذه العبادة التي حدد وقتها التشريع بعد طلوع الشمس بعشر دقائق تقريباً إلى ما قبل صلاة الظهر، وأفضل الوقت ربع النهار عندما تشتد حرارة الشمس.

من أهم فضائلها:

أولاً:
      صلاة الضحى هي وصية رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكفى بها فضيلة، فقد ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: (أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ لَنْ  أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَنْ لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِر) [رواه مسلم]

فإرشاد الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لفرد من أفراد الأمة لنافلة هو إرشاد لكل أفراد الأمة لعدم الخصوصية في ذلك.

ثانياً:

      صلاة الضحى ثوابها كبير، فهي تكفي عن صدقات كثيرة، فقد ثبت عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُل سُلاَمَى –أي العظام التي بين كل مفصلين من مفاصل أصابع الإنسان- مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ: فَكُل تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُل تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ: وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ عَنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» [رواه مسلم].

ثالثاً:

      صلاة الضحى أجرها يعدل ثواب حجة وعمرة، قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ -الفجر- فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّة وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ» [رواه الترمذي].

رابعاً:

      صلاة الضحى هي سبب لحفظ الله تعالى، فيحفظه الله من شر ما يقع في آخر هذا اليوم مما يضره في دينه أو دنياه، ورد في الحديث القدسي أن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قال الله تعالى: «ابْنَ آدَمَ، ارْكَعْ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ» [رواه الترمذي].

 صفة صلاة الضحى

      فتصلى صلاة الضحى ركعتين وهي اقل رتبة، والأحاديث السابقة تدل على ذلك.

وتصلى أربع ركعات متصلة مع الجلوس للتشهد في الركعة الثانية وهي أدنى الكمال، لقول السيدة عائشة رضي الله عتها: “أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ” [رواه مسلم]

 وتصلى ثماني ركعات وهي أفضلها، أربع ركعات ينتهي منها ثم يستأنف أربع أخرى، لما ورد: “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ الفتحِ صلَّى ثماني ركعاتٍ سُبحةَ الضُّحى” [رواه مسلم]

وقال بعض الحنفية – كما ورد في كتاب حاشية ابن عابدين – : تُصلى اثنتي عشرة ركعة، أربعاً أربعاً منفصلات، لما روي عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصراً في الجنة» [رواه الترمذي] والحديث ضعيف يؤخذ به في فضائل الأعمال.

والله أعلم.


تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ د. باسم عيتاني، وتمت مراجعة الإجابة من قبل الشيخ فراز رباني.

 

الشيخ د. باسم عيتاني من علماء لبنان، حاصل على دكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005.
من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس، الشيخ عبد الرحمن الشاغوري، الشيخ عبد الرزاق الحلبي، د. مصطفى البغا، د. وهبي الزحيلي، د. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية والإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه.