كيف ينظر المذهب الشافعي إلى الربا وتحريمه في المعاملات المالية الحديثة؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

 كيف ينظر المذهب الشافعي الى مشكلة (الربا) الفائدة المصرفية، وتحريمها في التطبيقات الحديثة للمعاملات المالية؟

الجواب

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛

الأحكام الشرعية

فإن الأحكام الشرعية قد أوضحتها نصوص الكتاب والسنة، والبيع الحلال الجائز ونقيضه الربا المحرم، وردا في نص كتاب الله تعالى: (وأحل الله البيع وحرم الربا) [البقرة: 275]، وأدلة التحريم كثيرة من الكتاب والسنة.

تعريف الربا

والربا هو أخذ زيادة غير مستحقة [الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي (6/ 9)]، كما ورد: ”كل قرض جر نفعاً فهو ربا“.  [البيهقي، السنن الكبرى، باب كل قرض جر منفعة فهو ربا:  5/ 349] ويعرف الشافعية الربا بأنه: عقد على عِوَض مخصوص، غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع التأخير في البدلين أو أحدهما. [فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان (ص: 563)].

الربا في المعاملات

فالربا إذا جرى في أي معاملة حرمت، ومنها المعاملات العصرية الشائعة، كالبيع والشراء بالبطاقات المصرفية، أو عبر التطبيقات والحسابات البنكية، فإذا تبايع اثنان في مبيع ربوي كالذهب والفضة أو الحبوب وغيرها من الأموال الربوية، فلابد لصحة البيع من جريان الشروط الشرعية ومراعاتها في المعاملة، وإلا دخلها الربا إذا كان البيع متفاضلاً أو ليس فيه تقابض وتماثل، وكل معاملة يجب النظر فيها على حدة، ومعرفة ما يصححها ويفسدها.

شروط البيع والشراء

فلا يقول قائل إن الربا إنما يجري في المعاملات القديمة، ولا يجري في المعاملات الحديثة، هذا لا يقول به عاقل، فشروط البيع والشراء تسري وتجري على كل المعاملات، والأحكام الشرعية صالحة لكل زمان ومكان، وليس في هذا تضييقا على المسلم، بل حماية له من الوقوع في الشبهات والحرام، والانزلاق بعد ذلك في أمور يصعب عليه الخلاص منها، فالحرام ما حرمه الله.

والحلال ما أحله، نسأل الله أن يوفقنا لتوقي الحرام والشبهات، والابتعاد عنها، وأن يحفظنا وأولادنا وأحبابنا وكل المسلمين من كل ما يوجب غضبه وعقابه، والله الموفق والهادي سواء السبيل.

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)