كيف يمكن للمسلم المحافظة على طهارته في ظل مشاغل الحياة اليومية؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

كيف يمكن للمسلم المحافظة على طهارته في ظل مشاغل الحياة اليومية؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

يندب للمؤمن أن يحافظ على طهارته عامة و الوضوء خاصةً، و هذه علامة المؤمن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا. وَاعْمَلُوا، وَخَيْرُ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ. وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَاّ مُؤْمِنٌ».(1)

و هو أيضاً سلاح المؤمن في ظل كثرة انشغاله في حياته اليومية، فيكون مستعداً دائماً لأداء الصلاة إذا أدركته، و لمسّ المصحف الشريف و القراءة منه  إذا ما أراد أن يقرأ القرآن؛ فلا يستثقل ذلك لعدم وضوئه مثلاً.
و كذلك إذا أراد أن يدخل السوق -الذي هو محل اللهو والاشتغال بأمور الدنيا، ومحل الأيمان الكاذبة، و أنه شرّ بقاع الأرض، وللشيطان فيه قوة تسلط على الإنسان- فعندها سيكون الوضوء له بمثابة الحصن و الدرع  من كيد الشيطان وجنده.

ولذلك ينبغي أن يحافظ المؤمن على طهارته قدر المستطاع، و يكون ذلك من خلال إعادة الوضوء وتجديده كلما أحدث، و كلما سنحت له فرصة خلال يومه كأوقات الاستراحة في العمل أو غير ذلك

و لكنّ هذا لا يعني أنه لا يجوز للمؤمن أن يخرج من بيته و هو على غير طهارة، كما يظن بعض الناس؛ فقد ورد عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه قَالَ: «لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ ﷺ وَأَنَا جُنُبٌ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ وَهْوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ؟. فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ يَا أَبَا هِرٍّ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ». رواه البخاري (2)

و على هذا فينبغي على المؤمن المحافظة على وضوئه خلال يومه و الحرص على إعادته و تجديده كلما انتقض أو أحدث قدر الإمكان كما بيناه، وهذا من علامة الإيمان و الله تعالى أعلم.

الهوامش:
1- رواه الإمام مالك في الموطأ : رقم  (90)
2- صحيح البخاري : رقم (285)

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ