كيف يمكن للمسلم أن يستفيد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعزيز عقيدته؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم عيتاني

السؤال

كيف يمكن للمسلم أن يستفيد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعزيز عقيدته؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين؛
أخي السائل -نفعك الله تعالى-؛

إن من يقرأ ويفهم سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – يستطيع أن يستفيد من كل جوانب الحياة من سيرته العطرة، وبالخصوص الجانب العقدي. ولكي ينتفع المسلم في سيرة الرسول المبعوث رحمة العالمين في مجال تعزيز العقيدة عند المسلم، نذكر لك أخي بعض النقاط ينبغي تتبعها:

1- لا يكفي قراءة السيرة فقط لا بد أن تتأملها، وتتعمق فيها حتى تؤثر في سلوكك فتعزز تقوية العقيدة  في قلبك، لأن السيرة تتعلق بحياة الرسول، وهي قصته في الحياة في كل التفاصيل في علاقته مع الله تعالى وعلاقته مع مجتمعه وغير ذلك، وقصص الأنبياء فيها حكم وعبر، قال الله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: 111]

2- إن فهم سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – تفتح لك آفاق فهم نصوص كتاب الله تعالى وتتذوق معانيه ومقاصده من الأمور العقدية وغيرها، وتتعلق حباً بكتاب الله تعالى فيعزز فيك التعلق الروحي في القرآ ن الكريم حيث إن كثيرأ من آيات الله إنما تفسرها وتجليها الأحداث التي مرت برسول الله ومواقفه منها. [ ينظر:فقه السيرة]

3- إن اطلاعك على السيرة والتمعن فيها يعطيك إدراكاً، بأن صاحب السيرة هو القدوة الحسنة، وهو المثل الأعلى لاتباعه في تطبيق العقيدة قلباً وقالباً، قال الله تعالى : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21]

4- دراستك للسيرة بعمق تستطيع أن تتصور المشاهد وتشعر بها كأنك موجود فيها، وذلك يقوي عندك الشعور الإيماني والعقدي، فمن باب المثال ، والأمثلة كثيرة جداً في السيرة،  ففي غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة ،والحر والبرد، وسوء العيش، وأنواع الشدائد، ووصلت القلوب إلى الحناجر، وصبروا صبراً كبيراً، وتحملوا البلاء العظيم، حتى رفع الله عنهم البلاء ونصرهم، قال الله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة:214] فتتأمل الآية وتعيش الأحداث بعمق فيؤثر ذلك في وجدان إيمانك.

أرشد السائل أن يقرأ السيرة النبوية بتأن وتأمل وتعمق لأن هذه القراءة ستعطيك بعداً معنوياً إيمانياً يعزز عقيدتك الدينية، وستثبت مواقفك الإيمانية في المجتمع، وأوجهك إلى قراءة كتاب: (فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة) للدكتور البوطي رحمه الله تعالى، فهو كتاب نافع وممتع لمن أراد يسبر أغورا سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم -.

– فقه السيرة النبوية، محمد سعيد البوطي، دلر الفكر، دمشق، ط10، (1411هـ -1991م) ص21

الشيخ الدكتور باسم عيتاني

هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 196

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

Seekers Guidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه

اللغات : العربية: ممتاز  الفرنسية: جيد الإنكليزية: وسط