كيف يمكن للعلماء وقادة المجتمع إنشاء فضاءات آمنة للمسلمين للتعبير عن شكوكهم واستكشافها لمعالجتها والحد منها؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

كيف يمكن للعلماء وقادة المجتمع إنشاء فضاءات آمنة للمسلمين للتعبير عن شكوكهم واستكشافها لمعالجتها والحد منها؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

أولاً:  إنشاء فضاءات آمنة للمسلمين للتعبير عن شكوكهم واستكشافها، يتطلب تعاونًا مشتركاً بين العلماء وأصحاب الاختصاص، وعوام المسلمين وخاصتهم. في شتى المجالات الشرعية.

ثانياً: لقد أصبح العالم اليوم كالقرية الصغيرة، ينتشر فيه أي شيء، سواء كان ضاراً أم نافعاً بل وبسرعة كبيرة؛ فيجب على العلماء أن يعلموا أن هناك كثيراً من الشكوك والأوهام التي تنتشر بين أوساط المسلمين، وأن الواجب يحتم عليهم تقديم برامج تعليمية تشرح أهمية التعبير عن الشكوك التي تجول في خواطر المسلمين، وخصوصاً الشباب منهم،  وشرح كيفية التعامل مع الشبهات بطرق صحيحة.

ثالثاً: بث الثقة في الناس؛ بأن وجود شبهة ما في قلب المؤمن لا يعني النقص في حقه، بل الواجب على المسلم التعبير عن شكوكه دون خوف من الحكم أو الانتقاد.
ونرشد المسلم للسؤال عن كل ما يختلج في صدره، وكل ما يشوش عليه فكره وإيمانه، والتأكيد على أن السؤال – عند هذه الحالة – واجب للرد على كل شبهة، وأنه لا يوجد في الإسلام شبهة يثيرها المشككون لا جواب عليها، فديننا متين لا يقف في وجهه شبه المشككين.

رابعاً: تشجيع الحوار المفتوح والصريح بين العلماء وآحاد الناس حول القضايا الدينية؛ حيث نذكر لهم حال الصحابة مع أمثال هذه الخواطر، كما يروي أبو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا (الصحابة): يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَسُرُّنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ، وَلَا أَنَّ لَنَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، قَالَ: ” أَوَجَدْتُمْ ذَلِكَ؟ ” قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ” ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ “. (1)
ونذكر لهم ما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ‌”شِفَاءَ ‌الْعِيِّ ‌السُّؤَالُ “. (2)

خامساً: استخدام التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، وتمكين الناس من مناقشة شكوكهم وتبادل الأفكار بكل أريحية، والرد على الشبهات دون حرج، شريطة أن يقوم بالرد على الشبهات أرباب الاختصاص.

وأخيراً: لا بد من توجيه المسلمين وقادة المجتمع للعودة للعلماء فيما يهمهم من أمور دينهم، وعرض كل ما يلتبس عليهم فوراً ودون تأخير، وهذا يحتم على العلماء، أن يظهروا تفهمًا وتعاطفًا مع من يعانون منها.
والله تعالى أعلم
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


(1): مسند أحمد (9694).
(2): مسند أحمد (3056).

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي.

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.