كيف يمكن تحقيق رضا الله؟

يجيب عن السؤال الشيخ أنس الموسى

السؤال

كيف يمكن تحقيق رضا الله؟

الجواب                                     

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

رضا الله تعالى مطلب كل مؤمن، وهو يتحقيق بأشياء كثيرة جداً، يمكن تلخيصها بـ: أن يَجدك الله تعالى حيث أمرَك وأن يَفقدك حيث نهاك. وإليك بعض الخطوات التي تحقق مرضاة الحق سبحانه:

الأساس الأول

لتحقيق رضا الله عن عباده هو: الإيمان الصادق بالله تعالى رباً؛ بأن نعبده وحده ولا نشرك به شيئاً، والتمسك بكتابه وبسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وقد أمر الله تعالى بهذا الإيمان، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) [النساء: 136]. وبيّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله: ”إن ‌الله ‌يرضى ‌لكم ‌وَيَكْرَهُ ‌لَكُمْ ‌ثَلَاثًا. فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا. وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وقال. وكثرة السؤال. وإضاعة المال“. [صحيح مسلم:1715]

الإكثار من ذكر الله تعالى

الإكثار من ذكر الله تعالى، وحَمده والثناء عليه، والدعاء والتضرع والتذلل بين يديه. قال تعالى: ﴿‌وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾. [الأحزاب: 35] وبين المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، حين قَالَ: ”أَلَا ‌أُنَبِّئُكُمْ ‌بِخَيْرِ ‌أَعْمَالِكُمْ، ‌وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟“ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ”ذِكْرُ اللَّهِ“. [سنن ابن ماجه:3790]

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”إِنَّ اللَّهَ ليرضى عن ‌العبد ‌أن ‌يأكل ‌الأكلة فيحمده عليها. أو يشرب الشربة فيحمده عليها“. [صحيح مسلم:2734]

بر الوالدين

 قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:”رِضَى ‌الرَّبِّ ‌فِي ‌رِضَى ‌الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ“. [سنن الترمذي:1899]

وأخيراً: طريق تحقيق مرضاة الله تعالى، واضح بيّن، بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم أتم بيان، وأفضلُ طريق لمعرفة ذلك، هو تعلم العلم الشرعي، أو سؤال أهل العلم، للتعرف على ما يحبه الله ويرضاه، وتعرف ما يقرّبك منه سبحانه وما يبعّدك عنه؛ مصداق قوله تعالى: ﴿‌فَاسْأَلُوا ‌أَهْلَ ‌الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. [النحل: 43]

الشيخ أنس الموسى

هو الشيخ الحافظ الجامع أنس الموسى بن محمد بشير من مواليد سوريا – حماة 1974م 

تخرج في المعهد الهندسي قسم الإنشاءات العامة بدمشق، وتخرج في جامعة الأزهر كلية أصول الدين تخصص الحديث النبوي. 

قرأ على كبار علماء دمشق، منهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ أديب الكلاس وغيرهم.

حفظ القرآن وأُجير به وبالقراءات العشر المتواترة،  على الشيخ بكري الطرابيشي والشيخ موفق عيون، كما وتخرج من مدرسة الحديث العراقية.

درس الكثير من المواد الشرعية في المعاهد الشرعية في سوريا وتركيا.

إمام وخطيب لمدة تزيد على 15 سنة.

مدرس للقرآن الكريم بمختلف قراءاته ورواياته.

حالياً يعمل كمدرس في مؤسسة سيكيرز، ومسؤول التوجيه الأكاديمي فيها.

أنهى مرحلة الماجستير في الحديث النبوي، وهو الآن يكمل في مرحلة الدكتوراه بنفس التخصص، متزوج ومقيم في إستانبول.