كيف نعزز قيم العدل والإنصاف في مجتمعاتنا؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

كيف نعزز قيم العدل والإنصاف في مجتمعاتنا؟

الجواب

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله وصحبه و من والاه، و بعد:

فهذه  بعض الوسائل والطرق التي من خلالها نعزز هذه القيم:

1. التربية والتعليم، وذلك من خلال تنمية الوعي العام، و تنمية القيم الإنسانية في المجتمع

2. تعزيز القانون والمساواة: فيجب أن تكون القوانين عادلة وتطبق بشكل متساوٍ على الجميع دون تمييز

3. تشجيع الحوار والنقاش: فتعزيز ثقافة الحوار بين الأفراد والمجموعات المختلفة في المجتمع، مما يساهم في تحقيق التفاهم والإنصاف

4- الدعوة إلى مراعاة المسؤوليات بكل مستوياتها و المحاسبة عليها، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قَالَ: سمعت رَسُول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ: الإمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهْلِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأةُ رَاعِيَةٌ في بيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. (1)

5. الدعوة إلى التمسك بالدين والقيم الأخلاقية المجتمعية، و نبذ الظلم بكل صوره و أشكاله، و التنفير منه؛ فهذه الطريقة لها الدور الأكبر و الأهم في تعزيز قيم العدل و الإنصاف في المجتمع و قد ورد في ذلك الكثير من الآيات و الأحاديث الشريفة ، و يكفينا هنا أن نورد هذا الحديث القدسي العظيم

– فعن أبي ذر جندب بن جُنادة – رضي الله عنه – عن النَّبيّ – صلى الله عليه وسلم – فيما يروي، عن اللهِ تَبَاركَ وتعالى، أنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُلْمَ عَلَى نَفْسي وَجَعَلْتُهُ بيْنَكم مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا. يَا عِبَادي، كُلُّكُمْ ضَالّ إلَاّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاستَهدُوني أهْدِكُمْ. يَا عِبَادي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَاّ مَنْ أطْعَمْتُهُ فَاستَطعِمُوني أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَاّ مَنْ كَسَوْتُهُ فاسْتَكْسُونِي أكْسُكُمْ. يَا عِبَادي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيلِ وَالنَّهارِ وَأَنَا أغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُوني أغْفِرْ لَكُمْ. …».رواه مسلم. (2)

و أخيراً، فتعزيز قيم العدل والإنصاف يتطلب جهودًا مشتركة من الأفراد، والمؤسسات، والحكومات. من خلال التعليم، والحوار والمشاركة المجتمعية، و تفعيل دور المنابر و المنصات و المؤسسات الدينية، والعلماء و المشايخ و النخبة الفكرية، في إيصال هذه القيم الأخلاقية إلى الناس عامة، و الله أعلم

الهوامش:

1-  صحيح البخاري : (5200)، وصحيح مسلم : (1829)
2- صحيح مسلم : رقم (2577).

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ