كيف نعزز علاقة الشباب بالقرآن الكريم؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

كيف نعزز علاقة الشباب بالقرآن الكريم؟

الجواب

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله و على آله وصحبه و من والاه، وبعد:

يكون ذلك من خلال عدة أمور، من أهمها:

أولاً – ربط حياتهم بالقرآن الكريم : و ذلك من خلال توضيح حقيقة أن القرآن الكريم جاء لهداية الناس في كل جوانب حياتهم، فهو بمثابة الدستور أو المنهج الشامل لكل نواحي الحياة، و الذي يكفل للمتمسك به البشارة والسعادة الحقيقية في الدنيا و الآخرة ،

– قال الله تعالى : ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [اليقرة 2]

-و يقول الله تعالى أيضاً : ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء 9]

– و عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: “إنّها ستكونُ فتنةٌ” قال قلت: فما المخرج؟ قال: “كتابُ الله، فيه نبأُ مَن قبلكم وخبرُ ما بعدَكم، وحُكم ما بينكم، وهو الفصل وليس بالهزل، مَن تَركَه مِن جَبَّار قصمه اللهُ، ومن ابتغى الهدى- أو قال العلم- من غيره أضلّه (الله). هو حَبْلُ الله المتينُ، وهو الذكر الحكيمُ، وهوالصراط المستقيمُ، وهو الذي لا تَزيغ به الأهواءُ، ولا تَلتبسُ به الألسنةُ، ولا يشبع منه العلماءُ، ولا يَخْلَق من كثرة الرَّدِّ، ولا تَنقضي عجائبه هو الذي لم تتناه الجن- وفي رواية غيره هو الذي لم ينته الجن- إذ سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [سورة الجن :1-2]، من قال به صَدَقَ، ومن عَمل به أُجِر ، من حَكم به عَدَل، ومن دَعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم”.(1)

ثانياً- ترغيبهم بتلاوته و حفظه و الإقبال عليه : من خلال ذكر فضائله و فضائل تلاوة آياته و التفكر فيها كما جاءت بذلك النصوص الشرعية الكثيرة، ومنها:

– قال الله تعالى: ﴿وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا﴾ [الْإِسْرَاءِ: 82]

–  وعن أَبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ: رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ: لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ: ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ: لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ». متفقٌ عَلَيْهِ. (2)

– وعن ابن مسعودٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لَا أقول: ( ألم ) حَرفٌ، وَلكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ». رواه الترمذي، (3)

– وعن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا». رواه أَبُو داود والترمذي، (4)

هذه أهم الطرق في تعزيز علاقة الشباب بالقرآن الكريم ، و هناك طرق أخرى مهمة كالاجتماع عليه، و الصحبة فيه، و الاستشهاد بآياته في الدراسات العلمية، و دراسته على حسب التخصصات الأكاديمية، و غير ذلك و الله أعلم

الهوامش:
1- شعب الإيمان للبيهقي: رقم (1789)
2- صحيح البخاري : رقم (5427)، و صحيح مسلم : رقم (797)
3- سنن الترمذي : رقم (2910)
4- سنن أبي داود : (1464)، و سنن الترمذي: (2914).

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ