كيف نتعامل مع الطفل الذي لا يريد أن يأكل اللحم شفقة للحيونات؟
يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي
السؤال
كيف نتعامل مع الطفل الذي لا يريد أن يأكل اللحم شفقة للحيونات؟
الجواب
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله و صحبه و من والاه ، و بعد :
لا بد لنا من الحكمة في التعامل مع هذا الطفل فلا ينبغي لنا أن نكرهه على تناولها، و إلا تحوّل ذلك إلى عقدة نفسية عنده يصعب علاجها بعد ذلك، فلا بد من اتباع الخطوات التالية: أن يكون هنالك حوار و محاولة فهم ما يقصده من معنى الشفقة على الحيوانات، ثم نوضح له معنى الشفقة و موضعها الحقيقي، ثانياً نبيّن له بأن الله تعالى -الذي خلق هذه الحيوانات- هو الذي سخرها لنا وسمح لنا بأكلها و الاستفادة منها، ثم بعد ذلك يمكن أن نقارن له بين بعض المأكولات و المنتجات الحيوانية التي يأكلها و يرضى بذلك ، و بين أكل لحومها و أنه لا فرق بينهما، و الله أعلم
التفصيل و البيان :
لا بد من استعمال الحكمة في هذا الشأن و ذلك من خلال الخطوات الآتية:
1- عدم الإكراه بأي شكل من الأشكال و إلا أصبح الأمر عقدةً نفسية لا يمكن معالجتها غالباً
2- محاورة الطفل و محاولة فهم ما يقصده من معنى الشفقة، ثم نبيّن له معنى الشفقة الحقيقي و أين محلّها و مع من نتعامل بها ، فنحن مطالبون بالشفقة و الرأفة بالحيوانات و لكن ليس كل الحيوانات، و ليس في كل الحالات، فكل حيوان خُلق لغاية يقول الله تعالى : ﴿وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل 5-8]
3- نبين له بشكل مبسط أن الله تعالى هو الذي سمح لنا بذلك و هو الذي خلق هذه الحيوانات المأكولة اللحم و سخرها للإنسان يقول الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأنْعَامِ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة 1]
4- نسأله إذا كان يشرب الحليب و يأكل البيض و العسل و غير ذلك من المنتجات الحيوانية .. ثم نقارن له بين هذه المنتجات وبين اللحم ، فتلك المنتجات هي من حقّ صغار تلك الحيوانات فكيف يجوز لنا أن نأخذها .. و هكذا و الله أعلم
التوجيه العملي:
احرص أيها الأب و أنتِ أيتها الأم على عدم محاولة إكراه هذا الطفل على أكل اللحوم، بل ينبغي اتباع هذه الخطوات التي ذكرنها أعلاه، مع الصبر عليه و أخذ الأمر بالتدريج شيئاً فشيئاً ، مع محاولة التنويع له في طريقة إعداد هذه اللحوم و تحبيبه بها و الله أعلم
[الشيخ] عبد السميع ياقتي
الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م
نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول
تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.
عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي
و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية
للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ