كيف أغرس في طفلي تعظيم النعم؟

يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

كيف أغرس في طفلي تعظيم النعم؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، و بعد:

يكون ذلك من خلال عدة أمور، منها:

أولاً

من خلال تعريفه أولاً بمصدر النعمة وهو الله تعالى و تعظيمه و شكره عليها دائما. يقول تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾. [النحل :53]

ثانياً

من خلال التربية العملية :

– وذلك من خلال توجيه الطفل إلى كيفية التعامل مع هذه النعم و احترامها، وبيان أوجه الانتفاع بها
– و كذلك من خلال القدوة العملية: عن طريق التزام الآباء و الأمهات بتعظيم النعم و حسن التعامل معها، فيقتدي بهم الأولاد و ينغرس ذلك في نفوسهم

ثالثاً

من خلال توجيه نظره إلى أولئك الذين لا يملكونها و من هم أقلّ منهم في المستوى المعيشي، كما قَالَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛ فَهُوَ أجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ». [متفقٌ عَلَيْهِ] (1) وهذا لفظ مسلم.

رابعاً

لفت نظره إلى أولئك الذين حُرموها بسبب إهمالها، و هكذا هو إذا أهملها و لم يعظمها فستذهب عنه ولن تعود أبداً ..

فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها، أنها قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْبَيْتَ فَرَأَى كِسْرَةً مُلْقَاةً، فَأَخَذَهَا فَمَسَحَهَا ثُمَّ أَكَلَهَا، وَقَالَ: ”يَا عَائِشَةُ، أَكْرِمِي كَرِيمك، فَإِنَّهَا مَا نَفَرَتْ عَنْ قَوْمٍ قَطُّ فَعَادَتْ إِلَيْهِمْ“ (2) و في رواية البيهقي: “يا عائشة أحسني جوار نعم الله -عز وجلّ- فإنها ما نفرت عن أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم”

خامساً

و إذا وصل الطفل إلى مرحلة ما قبل البلوغ فينبغي تعليمه عاقبة إهمال النعم أو استخدامها في غير ما خلقت له، و أنّ الإنسان سيسأل عنها يوم القيامة ، كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾. [التكاثر :4]

وعلى هذا، فعندما يُعلم الطفل كل هذه الأمور؛ فبلا شك سيتعزز لديه شعور تعظيم هذه النعم، و حسن استخدامها، و شكر الله عليها. و الله أعلم

الشيخ عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات. 

 عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ

الهوامش:

1- صحيح البخاري : حديث رقم (6490)، وصحيح مسلم: حديث رقم (2963)
2- سنن ابن ماجه: رقم (3353) ، و البيهقي في شعب الإيمان: رقم (4237)