كيف أحافظ على خشوعي وتركيزي في الصلاة؟

يجيب عن السؤال الشيخ دكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

كيف أحافظ على خشوعي وتركيزي في الصلاة؟

الجواب

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وآله وصحبه.

أما بعد؛

فإن الخشوع في الصلاة من الأمور المهمة المطلوبة فيها، لأن به تحصيل كامل الأجر والثواب، بخلاف من قل خشوعه في صلاته فإنه لا يحوز أجرها كاملة، وإن صحت. قال تعالى: (وقوموا لله قانتين) [بقرة: 238]. وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها). (1).

إذا علمنا هذا، فممن قال بوجوب الخشوع في الصلاة وعده شرطاً لصحة الصلاة الإمام أبو حامد الغزالي، وهو وجه في المذهب. (2)

وفي (حاشية الجمل):  أن في الخشوع خلافٌ على ثلاثة أقوال: (1) قيل: سنةٌ، وهو الراجحُ حكماً. (2) وقيل: ركنٌ. (3) وقيل: شرطٌ. ثم قال: “والأصح فيه أنه سنةٌ. (3).

تحصيل الخشوع

  :ومما يعين المصلي على تحصيل الخشوع(4)

– استحضاره أنه بين يدي ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى، يناجيه.

– استحضاره أنه ربما تجلى عليه بالقهر لعدم قيامه بحق ربوبيته فرد عليه صلاته.

– أداء الصلاة بطمأنينة (5)، فإنها مما يحصل به الخشوع.

ومنها أيضاً(6):

– إطالة الركوع والسجود.

– تدبر القراءة، أي: تأمل معانيها، قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن)، ولأن به، أي التدبر، يكمل مقصود الخشوع.

– وتدبر الذكر، قياساً على القراءة.

– وادامة نظره محلَّ سجُوده، لأن ذلك أقرب الى الخشوع.

قال الإمام عبدالله بن علوي الحداد رحمه الله: ”ثم إن للصلاة صورة ظاهرة، وحقيقة باطنة لا كمال للصلاة ولا تمام لها إلا بإقامتهما جميعاً . فأما صورتها الظاهرة: فهي القيام، والقراءة، والركوع، والسجود، ونحو ذلك من وظائف الصلاة الظاهرة. وأما حقيقتها الباطنة: فمثل الخشوع، وحضور القلب، وكمال الإخلاص، والتدبر والتفهم لمعاني القراءة، والتسبيح، ونحو ذلك من وظائف الصلاة الباطنة.“ (7).

هذه بعض الأمور التي ذكرها الفقهاء في كتبهم مما يتم به تحصيل الخشوع، وأعظمها الاستحضار وعدم الغفلة، نسأل الله أن يرزقنا الخشوع ولذة الذكر والمناجاة، والله الموفق والهادي سواء السبيل.

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)

الهوامش:
1- سنن أبي داود، حديث رقم 796.
2- شطا، إعانة الطالبين: 1/ 212.
3- حاشية الجمل على شرح المنهج: 1/ 504.
4- الهيتمي، تحفة المحتاج: 2/ 101.
5- المصدر السابق: 2/ 175.
6- السقاف، ترشيح المستفيدين: 1/ 182.
7- الحداد، النصائح الدينية: ص 116.