كيف أتخلص من الرياء في العبادة والمعاملات

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

السؤال

كيف أتخلص من الرياء في العبادة والمعاملات؟

الجواب

الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد؛

تعريف الرياء وخطورته

فإن الرياء هو الشرك الخفي، كما ورد في الحديث الذي أخرجه ابن ماجه وغيره عن أبي سعيد الخدري، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذكر المسيح الدجال. فقال: (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟) قال: قلنا: بلى. فقال: (الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل). [ سنن ابن ماجه: 2/ 1406، حديث رقم 4204]

ذم الرياء وأثره على الأعمال

ذم الله تعالى الرياء وذم المتصفين به، قال سبحانه: (الذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون) [الماعون: 6-7]. الرياء محبط للأعمال، مستوجب فاعله العقاب، لأنه قصد بأعماله غير الله.

أصول الرياء عند الإمام الغزالي

أرجع الإمام الغزالي الرياء إلى ثلاثة أصول:

لذة المَحْمدة.

الفرار من ألم الذم.

الطمع فيما في أيدي الناس. [الغزالي، إحياء علوم الدين: 3/ 310]

علاج الرياء وسبل الخلاص منه

ذكر الإمام الغزالي رحمه الله أهمية التخلص من الرياء، قائلاً: “فلو لم يكن في الرياء إلا إحباط عبادة واحدة لكان ذلك كافياً في معرفة ضرره”. أضاف أن الرياء يُفقد المرء علو المرتبة عند الله ويجعله يلهث وراء رضا الناس، وهو أمر مستحيل لأن رضاهم غاية لا تُدرك.

نصيحة لإصلاح النفس

على المسلم أن يتذكر أن الله هو الرزاق، وأن القلوب بيده وحده، ومن اعتمد على الخلق نال الذل والخيبة. لذلك، يجب أن يكون العمل خالصاً لله تعالى بعيداً عن ملاحظة الخلق.

نصيحة لقراءة المزيد

من أراد المزيد حول هذا الموضوع، والتعرف على الدواء الناجع لعلاج الرياء، فليرجع إلى كتاب إحياء علوم الدين أو مختصراته المعروفة، ومنها منهاج القاصدين لابن قدامة، ففيها كل الخير والفائدة.

خاتمة الجواب

وفقنا الله لما يرضيه، وحال بيننا وبين معاصيه، وهو المستعان ولا بلاغ إلا بالله.

الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب

هو الشيخ الدكتور محمد أبو بكر باذيب عالم إسلامي من علماء اليمن، مواليد شبام – حضرموت 1976م

نال الشيخ الإجازة في الشريعة من جامعة الأحقاف، والماجستير من جامعة بيروت الإسلامية، والدكتوراه في أصول الدين من جامعة عليكرة الإسلامية .(AMU)

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ الحبيب أحمد مشهور الحداد، والشيخ فضل بافضل، والحبيب سالم الشاطري، والحبيب علي مشهور بن حفيظ، وغيرهم…

كان مديرَ المطبوعات في دار الفقيه، ونائبَ مدير العلاقات الثقافية بجامعة الأحقاف سابقاً، ومساعدَ شؤون الموظفين في شركة عطية للحديد سابقاً، وباحثاً في مركز السنة التابع لمؤسسة دلة البرك، وباحثاً في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة

وهو الآن باحث في مؤسسة الفرقان فرع موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء تركيا، ويشرف على القسم العربي بمعهد نور الهدى العالمي (seekersguidance)، وعضو أمناء دار المخطوطات بإستانبول

من مؤلفاته: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي، وإسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند، وحدائق النعيم في الفقه الشافعي،  بالإضافة إلى تحقيق عدد من الكتب الفقهية والتاريخية وفي فن التراجم والأثبات (الأسانيد)