زعم بعض الناس أنه لابد من تبديل بعض الشرائع والأحكام الدينية لتتناسب مع العصر الحديث؟ هل هذا الكلام صحيح، وهل يجوز ذلك؟
يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض
السؤال
زعم بعض الناس أنه لابد من تبديل بعض الشرائع والأحكام الدينية لتتناسب مع العصر الحديث؟ هل هذا الكلام صحيح، وهل يجوز ذلك؟
الجواب
الحمد و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :
فلا شك أن الله أكرم المسلمين بنعمة الإسلام و هي نعمة عظمى إذ شريعة الإسلام خاتمة الشرائع لذا كان الدين مشتملا على كل ما يتعلق بالفرد من العقائد والعبادات والمعاملات، والأخلاق، والحدود.
فكل ما شرع الله فهو دين يجب الإيمان به، والسعي في تطبيقه وإقامته، كما قال سبحانه: ﴿ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّینِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحࣰا وَٱلَّذِیۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ وَمَا وَصَّیۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَ ٰهِیمَ وَمُوسَىٰ وَعِیسَىٰۤ أَنۡ أَقِیمُوا۟ ٱلدِّینَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِیهِۚ ﴾ [الشورى ١٣] وقال تعالى ﴿ ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ [المائدة ٣]
و بما أن الإسلام بهذه الصفة من الكمال و الديمومة فيجب على المسلم الانقياد لأحكامه و الخضوع لأوامره و تعليماته
وهذه المقولة التي يرددها كثير ممن يدعون التطوير و التجديد من ضرورة تبديل بعض الأحكام الشرعية باطلة و لا تجوز لأنها تحمل في طياتها اتهاما بعدم وفاء الشريعة لمعطيات العصر الحديث وهو ما يخالف قوله تعالى ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَیۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا یَجِدُوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَیۡتَ وَیُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمࣰا﴾ [النساء ٦٥] و قوله ﴿أَلَیۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَـٰكِمِینَ﴾ [التين ٨]
ونصيحتي ألا نستمع لكل من يردد هذه الدعاوى الباطلة ، وأن نحصن أفكارنا و أفكار من يلوذ بنا من الأهل و الأولاد بالعلم الصحيح لئلا نقع في حبال الشك و التشكيك قال تعالى ﴿ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِیَّاهُۚ ذَ ٰلِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [يوسف ٤٠]
أكرمنا الله بالهدى و رزقنا الاستقامة على ما يرضيه إنه سميع مجيب
الشيخ الدكتور محمد فايز عوض، من مواليد دمشق 1965، خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1985، حاصل على دكتوراة من باكستان. له خبرة في تدريس الفقه وعلوم القرآن في معاهد وجامعات مثل معهد الفرقان، ومجمع الفتح الإسلامي، وجامعة السلطان محمد الفاتح. عضو في رابطة علماء الشام ومؤسسات علمية أخرى. قرأ على مشايخ مثل والده والشيخ محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح.