حكم استخدام الأدوية التي تحتوي على الكحول؟

يجيب عن السؤال الشيخ محمد فايز عوض

السؤال

 ما حكم استخدام الأدوية التي تحتوي على الكحول؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

فإن من القواعد الفقهية المقررة أن المشقة تجلب التيسير و إذا ضاق الأمر اتسع و لا شك في تحريم الخمر قليلها و كثيرها على المكلف لكن هل استعمالها لاستصلاح الأدوية و خلطها بالأدوية يجوز أم لا ؟  وهل الكحول الصناعي يأخذ حكم الخمر في نجاسته ؟

ذهب كثير من الباحثين والعلماء المعاصرين إلى أن الكحول الصناعي الحديث لا يُعدُّ خمراً، وبالتالي فلا يُقال بنجاسته

وعلى ذلك تتابع أكثر الفقهاء المعاصرين، فقد أقرَّ مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن (مادة الكحول غير نجسة شرعاً، بناء على ما سبق تقريره من أن الأصل في الأشياء الطهارة، سواء أكان الكحول صرفاً أم مخففاً بالماء؛ وعليه: فلا حرج شرعاً من استخدام الكحول طبياً كمطهرٍ للجلد (الجروح) والأدوات، وقاتلٍ للجراثيم، أو استعمال الروائح العطرية (ماء الكولونيا)؛ التي يستخدم الكحول فيها باعتباره مذيباً للمواد العطرية الطيارة، أو استخدام الكريمات التي يدخل الكحول فيها).  [مجمع الفقه الإسلامي الدولي) في قراره رقم 210 (6/22) في التوصية الصادرة من المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في ندوة: (المواد المحرمة والنجسة في الغذاء والدواء) التي انعقدت في الكويت بتاريخ 22 – 24 من ذي الحجة عام 1415هــ ، الموافق 22 – 24 مايو عام 1995م]

استخدام الكحول في العلاج والأدوية

(أما استخدام الكحول في العلاج والأدوية؛ فيجوز استخدام الكحول الصناعي في تطهير الجلد للعمليات الجراحية، وتعقيم الجروح، ونحو ذلك من الاستعمالات الخارجية، وتعقيم الأدوات الطبية، حسب الإرشادات الطبية.كذلك يجوز استخدامها في صناعة الأدوية ما دام ذلك آمناً، ولم يوجد له بديل).  [الفتوى السابقة و فتوى المجلس الإسلامي السوري بتاريخ 09 جمادى الأولى 1442هــ الموافق 24 كانون الأول / ديسمبر 2020م]

يقول الخطيب الشربيني رحمه الله (مَحَلُّ الْخِلَافِ فِي التَّدَاوِي بِهَا بِصَرْفِهَا. ‌أَمَّا ‌التِّرْيَاقُ ‌الْمَعْجُونُ ‌بِهَا ‌وَنَحْوُهُ ‌مِمَّا ‌تُسْتَهْلَكُ ‌فِيهِ فَيَجُوزُ التَّدَاوِي بِهِ عِنْدَ فَقْدِ مَا يَقُومُ مَقَامَهُ مِمَّا يَحْصُلُ بِهِ التَّدَاوِي مِنْ الطَّاهِرَاتِ كَالتَّدَاوِي بِنَجَسٍ كَلَحْمِ حَيَّةٍ وَبَوْلٍ، وَلَوْ كَانَ التَّدَاوِي بِذَلِكَ لِتَعْجِيلِ شِفَاءٍ بِشَرْطِ إخْبَارِ طَبِيبٍ مُسْلِمٍ عَدْلٍ بِذَلِكَ أَوْ مَعْرِفَتِهِ لِلتَّدَاوِي بِهِ). [مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (5/ 518)]

وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ما يأتي :

( للمريض المسلم تناول الأدوية المشتملة على نسبة من الكحول إذا لم يتيسر دواء خال منها ، ووصف ذلك الدواء طبيب ثقة أمين في مهنته )

نسأل الله الشفاء لجميع المرضى و أن يقينا شرور الأمراض والأسقام إنه جواد كريم و الحمد لله رب العالمين

الشيخ محمد فايز عوض

هو الشيخ الدكتور محمد فايز عوض  من مواليد دمشق – سوريا 1965

درس العلوم الشرعية في مساجد دمشق و معاهدها

خريج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1985

حائز على شهادة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية من الجامعة الإسلامية بهاولبور  في باكستان.

له الخبرة الواسعة في وضع المناهج وتطوير التدريس للعديد من الدورات العلمية وإقامة دورات مكثفة.

درّس الفقه وأصوله وعلوم القرآن وتاريخ التشريع والفرائض وغيرها في عدة معاهد وجامعات مثل: معهد الفرقان للعلوم الشرعية، ومجمع الفتح الإسلامي في دمشق،

مدرس في  جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنول للعديد من المواد العربية و الشرعية

مدرس في عدد من المعاهد الشرعية في اسطنبول

عضو رابطة علماء الشام، عضو مؤسسة زيد بن ثابت الأهلية، عضو رابطة العلماء السوريين، عضو المجلس العلمي لمركز الإيمان لتعليم السنة والقرآن..

من مشايخه الذين قرأ عليهم:

والده الشيخ محمد محيي الدين عوض، والشيح محي الدين الكردي، والشيخ محمد كريّم راجح، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ أيمن سويد، و الشيخ أحمد القلاش ، و الشيخ محمد عوامة ، والشيخ ممدوح جنيد.