توجيه النبيه لمرضاة باريه (٣٨) سلسلة توجيهات وتنبيهات في تصحيح مسار الدعوة يبينها ويطرحها الحبيب عمر

توجيه النبيه لمرضاة باريه هو عبارة عن سلسلة من التوجيهات المهمة في مجال الدعوة يشرحها المربي الحبيب عمر.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعض الضوابط في العمل الدعوي

 

قال رضي الله عنه ونفعنا به: نقْلُ الأخبار في كثير من الأحيان يكون بدافع حسن عند الواحد منا، ينقل خبرًا ليس موكولًا إليه، وينقله بحسَب ما فهمه، أحيانًا يكون الموكول إليه عدَّل فيه، أو اتفقوا على ترتيب آخر، فذاك ينقل الخبر الأول، فتحصل ربْكة بعد ذلك… فلهذا نقول: مما يحتاج أن يتعلموه في هذه الشئون أن يتقيَّد كل واحد بما أُوكِلَ إليه، وما عدا ذلك يبقى فيه على سبيل الاحتياط، فممكن أن يقول: أنا سمعتُ ذلك، لكن يمكن أن يكون فيه تعديلًا ولا يبلغ الأخبار من عنده ما دام هناك ممن أوكل إليه إبلاغها، ويتركها تأتي عن طريقه، حتى لا تكون هناك أخبار متضارِبة متناوَلة متقلِّبة، فتربك السير نفسه في هذا العمل.
إذا سمعتَ خبرًا عن مهمة شخص آخر بأن عليه أن يقوم بكذا أو كذا مثلًا فلا تستعجلْ؛ لأنه يطرأ التعديل، ويطرأ الترتيب يحصل في نواحٍ متعددة في أمور كثيرة احتفالات، خَرجات، زيارات، جلسات في أوقات، فتحصلُ ربكات كثيرة؛ بسبب الاستعجال بالإخبار، وقد تأتي من تضييع الموكول إليه نفسه، ولكن في مثل هذه الحالة يتأتَّى الخطاب ويتأتى الترتيب معه، ومع ذلك ينبغي أن نحتاط في مثل هذه الأمور؛ لأن النفس بطبيعتها تحب الإعلام بالخبر، فأحيانا يعتبرونه من القوادح في الإخلاص، لكن الطريق إلى هذا بالملاحظة وتربية النفس، من دون ترك الأعمال.
يجب المواصلة والسير في العمل، إلا أن على كل واحد منا أن يلاحظ جانب إخلاصه ويسأل الله ذلك، والحق يعينه، فإن خفت أن يضيع الأمر، فأشِرْ إليه مع الاحتياط، لكن الأمر مجزومًا به من عندك، وهكذا تقع في بعض الأحيان ربكة للذين يتلقون الأخبار بأنفسهم في أمر معين، يومًا بكلمه هذا، ويومًا آخر يكلمه هذا، فلا تدري الآن تأخذ بكلام من فيهم.
لكن من الجميل لما يعرف واحد معين يكون هو المسئول عن مثل هذا، بحيث يقال لنا: إنه إذا جاءك فلان، يكون هو المقرر والمتفق عليه.