توجيه النبيه لمرضاة باريه (٢٦) سلسلة توجيهات وتنبيهات في تصحيح مسار الدعوة يبينها ويطرحها الحبيب عمر

توجيه النبيه لمرضاة باريه هو عبارة عن سلسلة من التوجيهات المهمة في مجال الدعوة يشرحها المربي الحبيب عمر.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في التفاني لتبليغ أمْر الخالق

 

وقال رضي الله عنه ونفعنا به[1]: عليكم بَذْل غاية جهدكم في تبليغ الخلق أمرَ الخالق، وتفانيكم في تواضعكم وذلتكم للمؤمنين، واعتقادكم أنهم خير وأفضل منكم، وشُكر الله على نعمة الاتصال بحبال رسوله ومصطفاه، والوقوف على أبواب الدخول عليه، وترجمة كل ذلك في مواصلة السعي والعمل، وضبط الخَلَل؛ لأن النتيجة تكون في الغالب لنفع الناس مُناسِبةً لنِية الواصل إليهم عنهم، والمبلغ لهم، مُناسَبة هِمته ونِيته، إنْ ضعُفت الهمة والنية ضعُفت الثمرة والنتيجة.

لهذا كان أناس بنواياهم وهِمَمهم حوَّلوا بلدانهم إلى خير حال، ووصل بهم قوم كثير، وهكذا كان سيدنا عمر إذا أرسل أحدًا يُصلِح بين متنازعين، فرجع يقول له: ما رَضُوا أو ما اصطلحوا. فيعلوه بالدِّرَّة[2] ويقول له: أما تسمع قول الله: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا}؟ [النساء: ٣٥].

 
 

[1] يوم الأحد 2 من شهر شوال 1420هـ.
[2] بعث عمر رضي الله عنه حَكمًا إلى زوجين، فعاد ولم يصلح أمرهما، فعلاه بالدِّرَّة وقال: إن الله تعالى يقول: (إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا). فعاد الرجل وأحسن النية، وتلطَّف بهما، فأصلح بينهما. انظر “إحياء علوم الدين”.