الفصل الرابع من الطوالع السعدية في بيان مهام الدعوة الفردية للحبيب محمد بن عبد الرحمن السقاف

كتاب الطوالع السعدية في بيان مهام الدعوة الفردية للحبيب محمد بن عبد الرحمن السقاف الداعية الإسلامي وصاحب المصنفات في مجال الدعوة، وهو كتاب مهم في بيان قضية الدعوة إلى الله بشكل عام، والدعوة الفردية بشكل خاص، ويبين للمسلم مفهوم قوله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة}، يبين فيه الحبيب محمد أهمية الاهتمام بأمر المسلمين ودعوتهم إلى سبيل الله، وأهمية الدعوة الفردية من خلال بيان مهمة بعث الرسل ليوقظوا قلوب العباد، وتأييدهم المنهاج الكامل، وذكر الآثار والأدلة التي تحث على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والكلام عمن هو مكلف بالدعوة الفردية، وبيان الأوهام التي تثبط الدعوة ومعاني الدعوة الفردية ومراحلها والآداب القلبية للداعية.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

معنى الدعوة الفردية ومشروعيتها وخصائصها

 

تعريف الدعوة:
إعمال الفكر في إنقاذ الناس من البعد والغفلة عن الله، إلى القرب والذكر، بمختلف الوسائل والأساليب، والعمل بذلك مع الإخلاص لله وقصد وجهه الكريم [1].

الدعوة الفردية:
عموما: هي توجيه الخطاب لشخص أو أشخاص قليلين على انفراد.
خصوصًا: هي إعمال الفكر لإنقاذ شخص معين من البعد والغفلة عن الله … إلى القرب والذكر بمختلف الوسائل والأساليب.
والناس فيها على صنفين:
1. منهم من يدعو إلى الخير وينصح بلسانه كل من يراه، وإذا رأى منكرا أنكره حسب استطاعته، ولكنه لا يبقى على صلة بالمدعو.
2. منهم من يدعو بعض الأشخاص إلى الخير، ويتعرف بهم ويؤلفهم ويؤاخيهم ويتابعهم، بغرض أن يكونوا بعد ذلك أعوانًا في الدعوة إلى الله ضمن منهج متكامل سليم قويم، يتسع لجميع الخلق فيجمعهم على فكرة واحدة وتوجه واحد.

مشروعية الدعوة الفردية:
جاءت مشروعيتها لعموم الأمر من الله ورسوله لجميع المؤمنين أن يقوموا بواجبهم من التبليغ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمر النِّعم» [2]. وفي رواية: «خير لك من الدنيا وما فيها». ولكونها مأخوذة من عمل الداعي الأكبر صلى الله عليه وآله وسلم الذي أمرنا بالاقتداء به، قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} [الأحزاب: ٢١].

خصائص الدعوة الفردية وفوائدها [3]:
1. مخاطبة المدعو عن قرب وانفراد، مما يتيح للداعي الفرصة للحديث عن كثير من المواضيع التي يصعب مخاطبة الملأ بها.
2. دوامها واستمرارها، وإمكانية التكرار في العمل والمدرسة والشارع.
3. سهلة وميسرة على جميع الناس: العالم، والطالب، والعامي، والعامل.
4. تتيح للمدعو فرصة أكبر للسؤال عن الأشياء الخاصة.
5. تساعد على اكتشاف الطاقات والمواهب، وتوجيهها التوجيه الصحيح.
6. تكسب صاحبها خبرة التعامل مع الناس على مختلف طباعهم وشخصياتهم.
7. بها تخرج دعائم الدعوة، والأشخاص الذين يحملون على عواتقهم هم الأمة.
8. بعيدة عن الرياء والسمعة وحب الجاه، لأنها مستورة عن الأعين.
9. تحمل من يقوم بها على مجاهدة نفسه حتى يكون قدوة حسنة.

 

[1] من (مقاصد حلقات التعليم) للحبيب عمر بن محمد بن حفيظ..
[2] البخاري 2787، ومسلم 4423.
[3] من فقه الدعوة الفردية لمحمد نوح/ بتصرف.