ما مقدار الحركة التي تُبطل الصلاة؟ (حنفي)

يجيب عن السؤال الشيخ عبد الرحمن الخرسة

السؤال

ما مقدار الحركة التي تُبطل الصلاة؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:

      الأصل في المسلم إذا قام يصلي بين يدي الله تعالى أن يكون خاشعاً قال الله تعالى: ﴿قَدْ اَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۞ الَّذينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون: 1- 2].

والخشوع معناه: السكون وعدم الحركة، ولكن ربما تعرض للمصلي حركة بسيطة لعذر ما أو لحاجة فهذه معفو عنها وليس لها أثر في فساد صلاته، أما إذا كثرت الحركة ولم تكن لحاجة أو ضرورة فإنها تفسد الصلاة.

      قال الإمام الشرنبلالي رحمه الله تعالى: “ويفسدها ـ أي الصلاة ـ العمل الكثير لا القليل، والفاصل بينهما أن الكثير هو الذي لا يشكُّ الناظر إلى فاعله أنه ليس في الصلاة ـ أي كلبس عمامة أو خلع ثوب ـ وإن اشتبه فهو قليل على الأصح، وقيل في تفسيره غير هذا: كالحركات الثلاث المتواليات كثير ودونها قليل” [1].

      فليحذر المصلي من الحركة لغير حاجة أو ضرورة، وليحافظ على صحة صلاته وتمامها وكمالها بسننها وآدابها، وفقنا الله وإياكم إلى حسن العبادة.


تمت الإجابة عن السؤال من قبل الشيخ عبد الرحمن الخرسة، وتمت مراجعة الإجابة من قبل الشيخ فراز رباني.

 

الشيخ عبد الرحمن الخرسة من علماء سورية، نال إجازة اللغة العربية من جامعة دمشق. وتلقى العلوم الشريعة على ثلة من أكابر علماء الشام ومشايخها: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ تاج الدين الكتاني، والشيخ محمد كريم راجح، والشيخ بشير الباري، والشيخ إبراهيم الهندي، والشيخ هشام الصلاحي، وغيرهم… حفظ القرآن الكريم وقرأ القراءات العشرة من طريق الشاطبية والدرة على الشيخ محمد هيثم منيني والشيخ أبو الحسن الكردي.
عمل مدرساً في جامعة الأزهر في البقاع اللبناني، وأسس دور القرآن في عدة مناطق في لبنان، بالإضافة إلى إدارة دار القرآن الكريم في إستانبول؛ حيث يقوم بتحفيظ القرآن الكريم وإلقاء الدروس العامة والخاصة. ويقوم بالتدريس التقليدي بطريقة الإجازة في دار الفقهاء – تركية، وكذلك يعمل في تحقيق كتب المذهب الحنفي.

من مؤلفاته: تحقيق كتاب تنوير الأبصار وجامع البحار للإمام التمرتاشي..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] مراقي الفلاح ـ باب ما يفسد الصلاة.