إشراقات إيمانية في شهر الصيام | المقالة الخامسة والعشرون | د. عبد السميع ياقتي

تعويد الصغار على العبادة والإحسان



          قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، وقال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132].

          وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول«كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤول عن رعيته» متفق عليه.

والأم أيضًا داخلة في هذا الأمر في الجملة بحكم رعايتها لأولادها، ففي حديث ابن عمر السابق: «والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها… وكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته».

          وعن أبي هريرة قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه : «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» متفقٌ عَلَيْهِ.

          أيها الأب وأيتها الأم: ألا تحبون أن يكون أولادكم منهم و مثلهم، وخاصة مثل «وشاب نشأ في عبادة ربه»؟ إذن فلنستثمر في أولادنا و لنجعلهم مشروع حياتنا وآخرتنا.

      • فكيف أعلم أولادي العبادة و أعودهم عليها؟ و متى أبدأ بذلك ؟
        الجواب في هذا الحديث الشريف، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي قال: «مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرِّقُوا بينهم في المضاجع»؛ رواه أحمد وأبو داود.

      • و الآن.. كيف أعلم اولادي العبادة و أعودهم عليها؟
  • الكلام النظري والشرح المبسط.
  • التدريب العملي والتدرج التطبيقي مع الترغيب “الإفطاريات”.
  • مرافقتهم والأخذ بيدهم إلى المسجد ومجالس العلم.
  • الاجتماع والتعاون في أداء العبادة، الأداء الجماعي للعبادة كالذكر والصلاة وقراءة القرآن والصيام ومساعدة الناس والصدقة وغيرها..
  • تدريبهم على الإحسان في العبادة وأن نغرس فيهم مبدأ المراقبة لله تعالى واطّلاعه سبحانه على الأعمال.
  • الترغيب والتعزيز الحسي المادي المباشر “مكافأة، لعبة، إفطاريات”.

 

الخاتمة:
          الطفولة ليست مرحلة تكليف، بل هي مرحلة إعداد وتدريب وتعويد، وصولاً إلى مرحلة التكليف عند البلوغ، فيسهل على الطفل أداء الواجبات والفرائض. وشهر رمضان فرصة مناسبة جدًّا للبدء بتدريب الطفل على الصلاة والصوم لما يحمله من أجواء روحانية مناسبة، سواء في المنزل أو أماكن العبادة.