إذا كنا ندخل الجنة برحمة الله، فلِمَ الأعمال؟

يجيب عن السؤال الشيخ الدكتور باسم عيتاني

السؤال

إذا كنا ندخل الجنة برحمة الله، فلِمَ الأعمال؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم؛

السائل المبارك:

الأعمال الصالحة للمؤمنين هي أسباب لدخول الجنة، ولكنها أسباب غيركافية، فلا بد أن تضيف إليها رحمة الله تعالى، لأنه لا يدخل أحدنا الجنة إلا برحمة الله وفضله.

فقد ورد آيات كثيرة تدل أن العمل الصالح سبب لدخول الجنة، وأن الله وعد المؤمنين بالجزاء الحسن والجنة بسبب إيمانهم وعملهم الصالح والله لا يخلف وعده؛ فمن هذه الآيات:

1- قال الله تعالى: ( وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [ الأعراف:43]

2- وقال تعالى: (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [ الواقعة:24]

3- وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) [المائدة:9]

4- وقال تعالى: (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) [ الكهف :107]

والذي يدل على أن المؤمن لا يدخل الجنة إلا برحمة الله ما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “سَدِّدُوا وقارِبُوا، وأَبْشِرُوا، فإنَّه لَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ أحَدًا عَمَلُهُ قالوا: ولا أنْتَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه برَحْمَةٍ، واعْلَمُوا أنَّ أحَبَّ العَمَلِ إلى اللهِ أدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ.” [رواه مسلم]

وهذا الحديث لا يتعارض مع الآيات الكريمات بل إنه ثبت في الآية الكريمة هذا المعنى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [ البقرة:218] فهؤلاء الذين آمنوا وفعلوا الهجرة والجهاد في سبيل الله ما اعتمدوا على الإيمان والعمل بل ركزوا على رحمة الله تعالى أيضاً بقبول أعمالهم حتى يدخلهم الله الجنة.

  قال الإمام النووي – رحمه الله تعالى-: دخول الجنة بسبب الأعمال، ثم التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها وقبولها برحمة الله تعالى وفضله، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل، وهو مراد الأحاديث، ويصح أنه دخل بالأعمال أي بسببها، وهي من الرحمة. [شرح صحيح مسلم 17/161]

وهنا نذكر السائل بأن المؤمن يجتهد في الطاعة والعبادة، فالشارع الحكيم طلب منا العمل الصالح، وماطلبه من العباد ينفعهم دنيا وأخرى، ولكن عليه أن لايركن إلى عمله فقط، بل عليه أن يعتقد أنه لا يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى،  وأنه لا يستحق المثوبة إلا بفضل الله تعالى.

الشيخ الدكتور باسم عيتاني

هو الشيخ الدكتور باسم حسين عيتاني من مواليد بيروت – لبنان عام 196

حاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية عام 2005

من مشايخه: الشيخ محمد طه سكر والشيخ أديب الكلاس والشيخ ملا عبد العليم الزنكي والشيخ عبد الرحمن الشاغوري والشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ د. مصطفى ديب البغا والشيخ د. وهبي الزحيلي ود. محمد الزحيلي وغيرهم رحمهم الله جميعا.

لديه العديد من الخبرات والتخصصات العلمية و الإدارية، وقد شغل مناصب علمية وإدارية في العديد من الجهات والمؤسسات العلمية والثقافية والإسلامية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وخارجه من ذلك

Seekers Guidance – عضو في اللجنة العلمية في مؤسسة

التعليم المفتوح عبر الإنترنت حتى الآن

– عميد كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية – الدراسات العليا عام 2021-2020

مدير دار إقرأ للعلوم الإسلامية 1998- 2018

مدرس للعديد من المواد و المناهج العلمية في الفقه و الأصول و العقيدة و التفسير .. ومناقش و مشرف على العديد من الرسائل

والاطاريح العلمية في الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات و الكليات في لبنان له مؤلفات وأبحاث  في مجال العلوم الإسلامية

أقوال الإمام زفر المعتمدة في المذهب الحنفي – الاجتهاد الجماعي سمو فكري في القرن 21 – العرف وأثره في الفقه الإسلامي

المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية داخل لبنان وخارجه

اللغات : العربية: ممتاز  الفرنسية: جيد الإنكليزية: وسط