أجاهد نفسي كثيراً لترك المعاصي و لكنني سرعان ما أعود إليها .. فكيف أتوب توبة صادقة فعالة و أتغلب على نفسي؟

 يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

أجاهد نفسي كثيراً لترك المعاصي و لكنني سرعان ما أعود إليها .. فكيف أتوب توبة صادقة فعالة و أتغلب على نفسي؟

الجواب

الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله و على آله و صحبه و من والاه ، و بعد :

إن من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم التوبة لحكم عظيمة ، و لتحقيق التوبة الصحيحة الصادقة و الفعالة ، لا بد من وجود أمرين مهمين:
الأول – تحقيق شروط التوبة الشرعية و آدابها : كالإقلاع عن المعصية، و الندم عليها، و العزم على ألا يعود إليها، مع فعل ما تستلزمه التوبة إن كانت المعصية في حق الله تعالى أو في حق العباد، كفعل الكفارات و أداء الحقوق و رد المظالم

الثاني – ترك مقدمات المعاصي: و البعد عن بيئتها الواقعية أو الافتراضية، و كذلك مصاحبة الصالحين، و المواظبة على الأذكار و الطاعات، و خاصة الصلاة مع كثرة الدعاء و التوجه إلى الله و طلب العون منه في ذلك، و كذلك إشغال النفس بما هو نافع و مفيد و الله أعلم

البيان و التفصيل :

إن من عظيم رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم التوبة لحكم عظيمة منها : تحقيق معنى العبودية لله سبحانه و تعالى و الرجوع إليه،  و لمراعاة حال المؤمن الصادق، و لمنع التمادي في الفساد في الأرض، و غير ذلك

– فالتوبة في أصلها تحمل معاني العبودية و الرجوع إلى الله و التذلل له؛ وقد جاء هذا المعنى واضحاً في حديث النبي صلى الله عليه و سلم عندما قال : ” «إِنَّ عَبْدًا أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ، فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ؟ فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، قَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثَلَاثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ.» (1)

-وأما أثر التوبة في مراعاة حال المؤمن الصادق: فإنه لو لم يكن هناك توبة لعاش هذا المؤمن عيشة ضنكاً يملؤها الإحباط و اليأس و الأسى و الحزن و الاكتئاب …
و أوضح مثال على ذلك ما كان من حال الثلاثة الذين تخلفوا عن النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فخُلِّفوا عن التوبة -في بادئ الأمر- حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بل ضاقت عليهم أنفسهم إلى أن تاب الله عليهم يقول تعالى :﴿وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة 118]

– فالتوبة باب من أبواب التفاؤل وعدم اليأس وتجديد العزم والعهد مع الله تعالى وبداية صفحة جديدة مع النفس والمجتمع، فعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ، إنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يا ابْنَ آدَمَ، إنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لأَتَيْتُكَ بِقُرابِهَا مَغْفِرَةً». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن».(2)

– وأما أثر التوبة على أهل المعاصي و الفساد : فلمنع التمادي في الفساد و انتشاره في الأرض، و من خير الأمثلة على ذلك قصة ذلك الذي قتل تسعةً و تسعين رجلاً ،ثم أراد أن يتوب فدُلَّ على راهب فسأله هل له من توبة فقال : لا ؛ فكمل به المئة.

فعن أبي سَعيد الخدريِّ – رضي الله عنه: أنّ نَبِيَّ الله – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أعْلَمِ أَهْلِ الأرضِ، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ. فقال: إنَّهُ قَتَلَ تِسعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوبَةٍ؟ فقالَ: لا، فَقَتَلهُ فَكَمَّلَ بهِ مئَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ. فقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فقالَ: نَعَمْ، ومَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلى أرضِ كَذَا وكَذَا فإِنَّ بِهَا أُناسًا يَعْبُدُونَ الله تَعَالَى فاعْبُدِ الله مَعَهُمْ، ولَا تَرْجِعْ إِلى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أرضُ سُوءٍ، … الحديث». مُتَّفَقٌ عليه.(3)

– و الآن بعد هذه المقدمة المهمة نعود للإجابة على السؤال :

فنقول- و بالله التوفيق – لتحقيق التوبة الصحيحة الصادقة و الفعالة ، لا بد من سلوك طريقين مهمين:

الطريق الأول – تحقيق شروط التوبة الشرعية و آدابها:

– و شروط التوبة النصوح ثلاثة : الإقلاع عن المعصية ، والندم على ما فات ، والعزم على أن لا يعود إليها ، مع فعل ما تستلزمه التوبة إن كانت المعصية في حق الله تعالى أو في حق العباد، كفعل الكفارات و أداء الحقوق و رد المظالم.

قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  ﴾  [التحريم 8]

– و كذلك الإتيان بآداب الاستغفار : فيبدأ العبدُ بـالثَّناء على ربِّه سبحانه و الصلاة على حبيبه صلى الله عليه و سلم ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة … كما في قوله تعالى : ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء ٦٤]
و قوله تعالى :﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٣٥) ﴾ [آل عمران ١٣٥]

– و يستحب الدعاء بالمأثور  كما في حديث شدَّاد بن أوس عن النبيِّ  صلى الله عليه وسلم، أنه قال : «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، أَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِذَا قَالَ حِينَ يُصْبِحُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ مِثْلَهُ.» (4)

وفي الصحيحين عَنْ ‌أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي. قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.»(5).

ومن صيغ الاستغفارِ أيضاً أن يقولَ العبدُ :” أستغفرُ الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيُّوم وأتوب إليه”. فمَنْ قَال ذلك “غُفِرَ لَهُ وَإِن كانَ فَرَّ من الزحفِ”كما قال صلى الله عليه و سلم . أخرجه الترمذي وأَبو داود. (6)

الطريق الثاني –

ترك مقدمات المعاصي و البعد عن بيئتها الواقعية أو الافتراضية، و  مصاحبة الصالحين، و المواظبة على الأذكار، و المحافظة على العبادات و خاصة الصلاة، مع كثرة الدعاء و التوجه إلى الله و طلب العون منه في ذلك، مع إشغال النفس بالعمل أو بما هو مفيد كالرياضة و غيرها

و قد مر معنا في حديث الرجل الذي قتل تسعة و تسعين رجلاً  قوله :” …  ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ. فقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فقالَ: نَعَمْ، ومَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلى أرضِ كَذَا وكَذَا فإِنَّ بِهَا أُناسًا يَعْبُدُونَ الله تَعَالَى فاعْبُدِ الله مَعَهُمْ، ولَا تَرْجِعْ إِلى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أرضُ سُوءٍ، … الحديث».

وعن أَبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.(7)

بناء على ما سبق :

اعلم أخي الشاب التائب – بما أنك تجاهد نفسك كما ذكرت- فاستبشر فأنت على الطريق الصحيح و لا تيأس من رحمة الله ، و لا تستسلم للنفس أو الشيطان، و إن عُدت للمعصية؛ فعد للتوبة مع العمل بالخطوات العملية التي ذكرناها.
و أخيراً أنصحك بمشاهدة الدرس الحادي عشر من دورة الحديث الشريف بعنوان ” سعة مغفرة الله ” على منصات سيكرز عربية للعلوم الشرعية، ففيه الكثير من هذا المعاني و الشواهد و الفوائد ..(8)

و الله يتولى هداك.

المصادر و المراجع :

1- صحيح البخاري : رقم (7507)،  [9\145]
2- كتاب رياض الصالحين للإمام النووي : رقم (1878) صفحة [527] ، دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق – بيروت، الطبعة: الأولى .
3- صحيح البخاري : رقم (3470) ، [4\174] . و صحيح مسلم : رقم (2766) ، [8\103]
4- صحيح البخاري : رقم (6323) ، [ 8\71]
5- صحيح البخاري : رقم (834) ، [ 1\166] و صحيح مسلم : رقم (2705) ، [8\74]
6- كتاب جامع الأصول لابن الأثير الجزري رقم (2447) ،[4\389]، الناشر : مكتبة الحلواني – ط 1
7- صحيح البخاري : رقم (2101) ، [3\63] و صحيح مسلم : رقم (2628) ، [8\37]
8- رابط الدرس: الحديث الشريف للشباب (2) و هذا عنوان الدرس في منصات سيكرز عربية للعلوم الشرعية في اليوتيوب و الفيسبوك و غيرها “الحديث الشريف للشباب(2) – الدرس 11 | الشيخ عبد السميع ياقتي”

[الشيخ] عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ