هل ينصح بتربية الحيوانات الأليفة؟

 يجيب عن السؤال الشيخ عبد السميع ياقتي

السؤال

هل ينصح بتربية الحيوانات الأليفة؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم وبعد:

دعا الإسلام إلى العناية بالحيوانات و عدم إيذائها و خاصة تلك التي تعيش مع الناس و تخالطهم كالقطة و الكلب و غيرها و قد جاءت كثير من الأحاديث التي تدل على ذلك كما في قصة تلك المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها ، و في المقابل كذلك الرجل الذي دخل الجنة لأنه سقى كلباً و غير ذلك

و على هذا  فلا مانع من تربية الحيوانات الأليفة كالقطط و العصافير وغيرها وخاصة تلك  التي ينتفع بها الإنسان كتخليص البيت مثلاً من بعض الحيوانات أو الحشرات الضارة و المؤذية أو من ناحية الاستمتاع بصوتها و شكلها كالطيور المغرّدة و غير ذلك، فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خُلُقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير  وهو فَطيم – كان إذا جاءنا، قال: يا أبا عمير، ما فعل النُّغَير، لِنُغَرٍ كان يلعب به، وربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته، فيكنس ثم يُنضَح، ثم يقوم ونقوم خلفه، فيصلي بنا» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

وعند أبي داود قال: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يدخل علينا ولي أخ صغير يُكْنَى أبا عُمير، وكان له نُغَرٌ يلعب به، فمات، فدخل النبي – صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، فرآه حزيناً، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نُغَرُه، فقال: يا أبا عمير، ما فعل النُّغَير؟» .

و أحياناً قد يكون في تربية بعض الحيوانات  مصلحة لبعض الأطفال في تعليمهم و تدريبهم على تحمّل المسؤولية و هكذا
و لكن لا بد من مراعاة الضوابط الشرعية و خاصة في اقتناء بعض الحيوانات -كالكلب مثلاً- بأن يكون ذلك لمصلحة أقرها الشرع، وهي: الحراسة، والصيد، فقط لا غير. اما الاقتناء للزينة والتربية فقط، فهو حرام.

مع الاحتراز عن نجاسته و عدم إدخاله البيت مثلاً، و كذلك الاحتراز عن بعض الحيوانات التي قد تؤذي أو تنقل بعض الأمراض للإنسان و غير ذلك من الضوابط

و بناءً على ما سبق

فإنه لا مانع من تربية هذه الحيوانات الأليفة التي ينتفع بها الإنسان مع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك و الله أعلم

[الشيخ] عبد السميع ياقتي

الشيخ عبد السميع ياقتي عالم إسلامي من علماء سورية، مواليد حلب 1977م

نال الإجازة في الشريعة من كلية الشريعة جامعة دمشق، ودبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية جامعة حلب، ودبلوم الشريعة والماجستير في الشريعة من كلية الشريعة والقانون جامعة أم درمان في السودان، وهو الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراة في جامعة محمد الفاتح في إسطنبول

تتلمذ على أكابر العلماء: كالشيخ عبد الرحمن الشاغوري، والشيخ مصطفى التركماني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، رحمهم الله، والشيخ الدكتور محمود مصري، والعلامة الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ و الشيخ عمر بن حسين الخطيب والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الشام وحضرموت والإمارات.

عمل في مجال التدريس والتوجيه الثقافي في دار الأيتام وفي ثانويات حلب، وكان إماماً وخطيباً وقارئاً في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ومدرباً معتمداً للخطباء في برنامج تأهيل الخطباء في أبو ظبي

و يقوم بإعداد و تدريس برنامج تعليم الشباب في سيكرز عربية للعلوم الشرعية

للشيخ مؤلفات أهمها: إمام الحرمين الجويني بين علم الكلام وأصول الفقه، وبرنامج (رسول الله فينا) ﷺ